لاجئون عراقيون في لبنان يتناولون وجبة يومياً ويواجهون عقبات كبيرة في العمل والتعليم

يحتلون المرتبة الثانية بعد نازحي سوريا

الصباح الجديد ـ وكالة واي:

خالد، زينب وابناؤهما الخمسة.. لاجئون عراقيون في لبنان، يحاولون الاعتياد على نظام الوجبة الواحدة في اليوم، لأجل توفير مصاريف الكهرباء والايجار والفواتير الطبية،فضلا عن رسوم وتكاليف الدراسة.
تقول الزوجة «زينب خماس « إن «زوجي لديه اعاقة بسبب حرب ايران، وانا كافحت لأجل تغطية نفقات عائلتي، لاسيما ان لي ثلاثة ابناء في الجامعات.. عملت في منازل بيروت، ولم امد يدي الى احد، فالعمل ليس مخجلا».
وحسب تقرير لوكالة واي المحلية فأن الاوضاع اصبحت صعبة في الآونة الاخيرة «لم اعد قادرة على ايجاد فرصة عمل». تقول زينب.
تتلقى الاسرة مساعدات من كنيسة في الفنار، فضلا عن المواد الغذائية والدعم المالي من مؤسسة (كاريتاس) الدولية غير الحكومية. لكن المساعدات تصرف مباشرة على الفواتير والايجار ومتطلبات التعليم.
لذلك تقوم زينب بطهو وجبة غير مكلفة، اما اللحوم فقد اصبحت من الامور النادرة في المنزل.
ويعد اللاجئون العراقيون ثاني اكبر تجمع في لبنان، بعد 2003، حسب ما تفيد احصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للامم المتحدة، بعد اللاجئين السوريين.
وحسب مسح اجراه قسم التغذية في الجامعة الاميركية ببيروت ونشر في مجلة بريطانية للتغذية، فان اكثر من 40% من اطفال العوائل العراقية النازحة الى لبنان، والذين تقل اعمارهم عن خمس سنوات يعانون من فقر الدم و نقص مادة الحديد، ما يمكن ان يؤدي الى عواقب صحية وخيمة.
ووجدت دراسة اعدتها المفوضية السامية لشؤون اللجئين على 800 أسرة مسجلة لديها، ان ارتفاع الأسعار (بشكل مروع) سبب في انعدام الأمن الغذائي والقدرة على التنويع في الطعام.
وقالت الدراسة ان «الدخل الضئيل وشبه انعدام فرص العمل، ادى الى تفاقم التحديات التي تواجه اللاجئين العراقيين» في لبنان ودول أخرى.
ودعا الباحثون الى اعداد برامج عاجلة لمعالجة الوضع الغذائي والصحي للاجئين، في الظروف التي يواجهونها، والناتجة عن القيود الصعبة المفروضة عليهم.
وبشأن اوضاع اللاجئين العراقيين في لبنان ذكرت رئيسة وحدة تنمية المجتمع المحلي في المفوضية كارول السيد ان «عدد اللاجئين العراقيين في لبنان وصل نحو ستة ألاف وخمسمئة لاجئ مع نهاية نيسان في هذا العام»، موزعين في جميع انحاء لبنان. لكن الغالبية تتركز في الضواحي الشمالية والجنوبية من بيروت»، موضحى أن «نحو 1000 منهم تترواح اعمارهم بين 15 – 24 سنة، و10% تحت سن الخامسة.
واضافت أن «فرص العمل محدودة او شبه معدومة تقريبا للاجئين حيث انهم يواجهون منافسة من الفئة العاملة الماهرة (الكبيرة) في لبنان»، لذلك فان اغلبهم يكون عاطلا عن العمل».
وتؤكد أن «المفوضية تحاول توفير المساعدات المالية وكوبونات الغذاء الى العائلات الاشد فقرا».
وقالت السيد، تعقيبا على المسح الذي اجرته الجامعة الاميركية في بيروت بشأن اوضاع اللاجئين العراقيين، ان «سوء التغذية يعود لاسباب متنوعة، بما في ذلك الوضع العائلي للاجئ»، موضحة أن «البعض جاء الى لبنان وحيدا من دون عائلة، ويعمل لساعات طويلة ولا يملك الظروف المناسبة لايجاد الطعام المنزلي المتوازن، فيضطر الى تخطي وجبات الطعام في اوقاتها او اللجوء الى خيارات اقل تغذية .. اضافةً الى ان جزءا كبيرا من مصاريفه يذهب الى النفقات كالايجار والرعاية الصحية الباهظة الثمن». وأضافت «مع ذلك فان النتائج الاولية للمسح دفعت المفوضية الى تزويد الاطفال دون سن الخامسة بالحبوب المدعمة بالحديد»، اضافة الى «العمل المتعاون مع المنظمات غير الحكومية في اعداد برامج توعية حول اتباع نظام غذائي اكثر تنوعا».
واشارت السيد الى ان «تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين قد أثر أيضا على اوضاع اللاجئين العراقيين، حيث انخفض مستوى تمويلهم بالمساعدات، واصبحت خدمات التعليم والرعاية الصحية مثقلة بالأعباء».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة