بغداد ـ احلام يوسف
ضيف منتدى الاعلاميات العراقيات وعلى قاعة المركز الثقافي النفطي في جلسته السابعة عشر كلا من الاعلامية هناء الداغستاني في حديث شامل عن تجربتها في الاذاعة والتلفزيون والدكتور سعد ياسين في محاضرة عن الاذاعة والتلفزيون وبدايات انطلاق البث الاذاعي والتلفزيوني في بغداد.
تحدثت في البداية الداغستاني حيث كان حديثها اشبه برحلة الى الماضي القريب حملت بعضا من الشجن والعتب بسبب ما كان عليه الحال وما وصل اليه الان في الاعلام.
وقالت الداغستاني، «كنا عدد من الفتيات دخلنا مجال التلفزيون حيث تقدم 3000 مذيع ومذيعة دخلنا في اختبارات عملية ومن ثم اسئلة عامة فنجح منا ثلاثة عشر فقط، دخلنا دورة لمدة 3 اشهر وكانت معي الزميلة العزيزة نسرين جورج وميسون البياتي التي كانت تسبقنا في برنامج الورشة وبعد الدورة تحولت البياتي الى القسم الثقافي».
تابعت الداغستاني حديثها عن رحلتها، « كنا طلبة لذلك فقمنا بدخول دورات تعليمية اثناء العطلة ولمدة ثلاثة اشهر، كنا نتعلم من خلالها التركيز على مخارج الحروف ونطق الاسماء باللغة الانكليزية وكيفية التعامل مع وزراء الخارجية اثناء الحديث من خلال نشرات لم نكن مترفين كما كان يشاع قبلا بل كنا نتقاضى راتبا مثل اي موظف عادي خاصة بعد الثمانينات لكننا كنا نعشق العمل فكنت احضر قبل ثلاث ساعات من اي برنامج كي احفظ المادة واكون ملمة بتفاصيل الفقرات المعدة».
تحدثت الداغستاني عن مشكلة ضياع الهوية الاعلامية العراقية بسبب التقليد «الاعمى» للمذيعات العربيات رغم ان اللغة العربية في العراق سليمة وقد تكون هذه الميزة التي نتصف بها نحن كعراقيين حسب قولها.
واضافت الداغستاني، «اتمنى من المذيعين ان تكون لهم شخصيتهم المميزة نمتلك لغة سليمة وجمال في النطق والوجه، هناك مواهب لكن لم لا يكون هناك اهتمام بها من قبل المعنيين، لماذا لا يهتم المسؤولين بإقامة دورات في النطق والقواعد للغة، ولا اعرف السبب الذي يجعل البعض يفضل المدربين غير العراقيين رغم اننا نمتلك خبرات عظيمة تتمثل في الرواد».
وتابعت الداغستاني قائلة، «كان الاستوديو بالنسبة الينا مكاناً مقدساً، لذا فقد بكيت بحرقة في احدى المرات وانا اشهد على اليوتيوب مذيع ومذيعة وهم يرقصون داخل الاستوديو، لأننا كنا نشعر برهبة عند دخولنا الاستوديو اما الان وبسبب كثرة المحطات على ما اعتقد ومما ولد مئات من الاعلاميين الذين استسهلوا العمل وبالتالي لم يتقنوه ويعطوه حقه، احيانا اقرا على الفيس بوك كلمة الاعلامي بخط عريض وعندما ادخل على الصفحة الشخصية له لا اجد شيئا يدل على ثقافة معينة ولا اى شيء يدل على طريقة تفكير صحيحة».
سعد ياسين يوسف الشاعر والاعلامي بدأ محاضرته بسلسلة احداث تاريخية عن بداية نشأة الاذاعة والتلفزيون حيث وجد انها في العراق تعد نواة التأسيس، وانطلاق الاعلام المرئي والمسموع. وقال يوسف، « من اجل ان تكون الصورة اوضح سأتحدث عن بداية الاعلام المسموع والمرئي، حيث ان استخدام المذياع يعود الى اوائل 1928 وصاحب شركة الدخان العراقية الذي قام بإجراء مسابقة لمتوجات شركته والجائزة كانت جهاز راديو، وقد استخدم هذه الطريقة الحاج عبد العزيز صاحب مقهى البارودية في محلة الفضل وبالتزامن كانت هناك اذاعة قصر الزهور التي انشأها الملك غازي عام 1939 وهي محطة اذاعية لا تسمع الا في بغداد وكانت يديرها المهندس اسماعيل حسن من غرفة صغيرة في حديقة القصر ولم يكن يتوقع ان تكون فيما بعد اذاعة كبيرة ورئيسة». اما عن تلفزيون العراق فذكر يوسف انه يعد أول تلفزيون عربي، حيث بدأ إرساله الأول في صيف عام 1957. اذ بدأت القصة عام 1956 حين حضرت شركة ألمانية للمشاركة في معرض تجاري للإلكترونيات في بغداد وصادف أن بين معروضاتها منظومة بث تلفزيوني (تلفاز) باللونين الأسود والأبيض مع استديو تلفزيون، مما شَدَّ انتباه المسؤولين العراقيين آنذاك، وبعد انتهاء المعرض، قامت الشركة بإهداء تلك المعروضات إلى الحكومة العراقية. وفي يوم إفتتاح محطة البث التلفزيوني تزينت سماء بغداد في هذا اليوم بسارية كهربائية جديدة.
ليصبح تلفزيون بغداد اول تلفزيون في الشرق الاوسط الذي افتتحه الملك فيصل الثاني في اليوم الثاني من شهر ايار في ذكرى ميلاد الملك فيصل، واصبح العراق بها اول دولة في الشرق الاوسط لها محطة تلفزيون.
فتح بعد ذلك باب الحوار والمداخلات التي كانت اشبه ما تكون بضوء سلط على الاسباب التي ادت الى الفوضى التي اصابت المؤسسة الاعلامية.
في ختام الجلسة تم تسليم شهادات تقديرية للسيدة هناء الداغستاني والدكتور سعد ياسين والدكتور عادل سلمان والاستاذ رضا المحمداوي وايضا لممثل جريدة الزمان كما تمنى الحضور للزميل فائز جواد بالشفاء العاجل وان يمن الله عليه بالصحة بعد ما تعرض لحادث سير مؤسف.