تقديرات «مرتفعة» لمصاريف الدعاية.. والمرشحون لا يصرحون بالأرقام
بغداد ـ نجلاء صلاح الدين:
بعد ساعات من انتهاء الحملة الانتخابية للمرشحين، تحولت لافتات الدعاية للمرشحين إلى فريسة ثمينة للفقراء، ومن يسمون بـ»الدوارة»، في وقت أشار أصحاب حرف، وناشطون، إلى أن الحملة تكلفت مليارات الدنانير.
وفيما رأى مراقبون أن ما انفق على الدعاية السياسية للكتل والمرشحين تضاعف عن الرقم الذي حددته المفوضية بعشرات المرات، أكدوا أن كلفة الناخب العراقي بلغت 7 دولارات، بينما لا تتعدى في مختلف دول العالم 33 سنتا.
ففي الوقت الذي أشار فيه معهد سبر للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ألمانيا، إلى أن الأموال المنفقة على الدعاية الانتخابية جاءت بعضها من موارد الدولة، لفت إلى أن الأموال المبذولة يمكن لها أعمار أربع محافظات تعاني من التخلف والخراب الشديدين.
احد المطابع التي تخصصت في الدعايات الانتخابية، وتعاقدت مع مرشحين بارزين، أكدوا لـ»الصباح الجديد»، أن طبع لافتات أحد المرشحين كلفه نحو 200 مليون دولار».
ويرفض مرشحون عراقيون تنافسوا في الانتخابات التشريعية، الكشف عن مصاريف حملاتهم.
وقال صاحب معمل للحدادة في بغداد، «لا يمكن تقدير المبالغ الدقيقة التي تم استخدامها في الدعايات الانتخابية لأنها متعددة المصادر، لكنها في العموم مبالغ طائلة».
ويقول نعمان العبيدي، صاحب شركة للحديد في ساحة النصر، وسط بغداد، «أسعار الحديد تختلف من نوع إلى اخر، ولا يمكن تقدير المبالغ بصورة دقيقة والسبب يعود حسب قوله إلى أصناف مكلفة مثل الحديد التركي».
وأضاف، «لوحة الإعلان الحديدي 2 * 3، تكلف 25 الف دينار».
يذكر أن كلف الحملات الدعائية تكون موزعة بنسبة 80% على الإعلانات التلفزيونية والبقية على الصحف والملصقات، حيث أن الكلف تكون في القنوات المحلية قبل فترة طويلة من الانتخابات بسعر يتراوح ما بين 40 الى180 دولارا للثانية الواحدة.
أمانة بغداد من جانبها، رحبت برفع تلك الدعايات من الشوارع الرئيسية في العاصمة بغداد، بعد ساعات محدودة من انتهاء الحملة الانتخابية.
وقال المتحدث باسم أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة، أصحاب العربات الذين يجمعون السكراب والأشياء القديمة، رفعوا تلك الدعايات لبيعها بأسعار زهيدة».
ويضيف عبد الزهرة ان «عملية إزالة الدعايات الانتخابية وصلت بحدود 90 % من العاصمة بغداد، منوها إلى بقاء 10% منها في الشوارع الفرعية، أضافة إلى وجود دعايات انتخابية لاصقة، لا يمكن إزالتها بسهولة».
واستبعد عبد الزهرة، « قيام المرشحين برفع دعاياتهم كما توجب تعليمات مفوضية الانتخابات وأمانة بغداد، وفضلت الأمانة القيام بازلة تلك الدعايات بنفسها».
يقول احد أصحاب العربات للبيع السكراب في منطقة الوزيرية، إن الشيء الجيد الوحيد الذي عملته الانتخابات هي الدعايات، فقد استطعت ان اجلب إلى عائلتي قوت أسبوع كامل، من خلال بيع الحديد».
أما أبو جعفر فيقول إنه من خلال بيع الحديد الذي حصلت عليه من الدعايات الانتخابية التي كنت انتظره بفارغ الصبر استطعت إيفاء الدين المترتب في ذمتي.
يذكر أن الدعاية الانتخابية في العراق بدأت في الأول من شهر نيسان الجاري وانتهت يوم 28 منه، وشهدت هذه الدعاية في الأيام الأخيرة ارتفاعا في وتيرتها من قبل الكتل التي استخدمت شتى الأساليب والوسائل من اجل إقناع الناخب بالتصويت لها.
وتنافس في الانتخابات البرلمانية، 9032 مرشحا، منهم 6425 رجلاً و2607 امرأة، على 328 مقعداً، في حين بلغ عدد الناخبين المشمولين بالتصويت العام 20 مليونا و437 ألفاً و712 شخصاً.
وبلغ عدد ناخبين المشمولين بالتصويت الخاص، مليوناً و23 ألفاً، إما الغياب للمهجرين فهو 26 ألفاً و350، وبلغ عدد مراكز الاقتراع العام 8075 مركزاً ضمت 48 ألفاً و852 محطة، ووصل عدد وكلاء الكيانات السياسية أكثر من 100 ألف، إما المراقبون الدوليون فقد تم اعتماد 1249 منهم، فضلاً عن اعتماد 37 ألفاً و509 مراقبين محليين، كما بلغ عدد الإعلاميين الدوليين 278، والمحليين 1915 إعلامياً.