أبو ظبي – الصباح الجديد:
كشف سعد البازعي، رئيس لجنة التحكيم في الجائزة العالميّة للرواية العربيّة «البوكر»، عن اسم الفائز بالجائزة في حفل أقيم في مدينة أبوظبي مساء يوم الثلاثاء الماضي 29 نيسان 2014. وحصل الفائز على مبلغ نقدي قيمته 50,000 دولار أميركي، إضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي.
تحكي «فرانكشتاين في بغداد» قصة هادي العتاگ بائع العاديات في حي شعبي ببغداد والذي يقوم بتلصيق بقايا بشرية من ضحايا الانفجارات في ربيع 2005 ويخيطها على شكل جسد جديد، تحل فيه لاحقاً روح لا جسد لها٬ لينهض كائن جديد٬ يسميه هادي «الشسمه»٬ أي الذي لا أعرف ما هو اسمه٬ وتسميه السلطات بالمجرم أكس٬ ويسميه آخرون «فرانكشتاين». يقوم هذا الكائن بقيادة حملة انتقام من كل من أسهم في قتله٬ أو على الأصح من قتل الأجزاء المكونة له.
أحمد سعداوي روائي وشاعر وكاتب سيناريو عراقي من مواليد بغداد 1973. يعمل في إعداد البرامج والأفلام الوثائقية وسبق له أن شارك في عام 2012 في «الندوة» – ورشة الإبداع – التي تنظمها الجائزة العالمية للرواية العربية سنوياً للكتاب الشباب الواعدين.
وفازت رواية «فرانكشتاين في بغداد» بوصفها أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهراً الماضية، و جرى اختيارها من بين 156 رواية مرشحة تتوزع على 18 بلداً عربياً. وقد علّق سعد البازعي نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقوله :» «جرى اختيار «فرانكشتاين في بغداد» لعدة أسباب، منها مستوى الابتكار في البناء السردي كما يتمثل في شخصية (الشسمه). وتختزل تلك الشخصية مستوى ونوع العنف الذي يعاني منه العراق وبعض بلدان العالم العربي والعالم في الوقت الحالي. في الرواية أيضاً عدة مستويات من السرد المتقن والمتعدد المصادر. وهي لهذا السبب وغيره تعد إضافة مهمة للمنجز الروائي العربي المعاصر».
كما جرى تكريم الروائيين الخمسة الآخرين المدرجين على القائمة القصيرة في الحفل نفسه، حيث ينال كل منهم مبلغ 10،000 دولار أميركي بما فيهم الفائز.
وكانت القائمة القصيرة المكونة من ست روايات قد أُعلنت في شباط الماضي في مؤتمر صحافي عُقد في مؤسسة عبد الحميد شومان في العاصمة الأردنية، عمّان، بحضور لجنة التحكيم المكوّنة من الناقد والأكاديمي السعودي سعد البازعي، رئيساً، والصحافي والروائي والمسرحي الليبي أحمد الفيتوري، والأكاديمية والروائية والناقدة المغربية زهور كرّام، والأكاديمي والناقد العراقي عبدالله إبراهيم، والأكاديمي التركي المتخصص في اللغة العربية وترجمة الأدب العربي إلى التركية محمد حقي صوتشين.
وعلق ياسر سليمان، أستاذ كرسي الدراسات العربية بجامعة كمبريدج، ورئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، بقوله: «لقد أبدع أحمد سعداوي في روايته «فرنكشتاين في بغداد» التي جاءت زاخرة بشخوص تتجاوز الواقع وتلتقي به وجهاً لوجه في آن واحد٬ مثيرة في رحلتها هذه قضايا الخلاص من إرث طاحن لا خلاص لأحد منه على مستوى المسؤولية الفردية والجمعية. وتتألق الرواية بسرد أخاذ وغرائبية جاذبة تستنطق النفس الإنسانية في أحلك ساعاتها. ساحة الرواية بغداد وموضوعها في آخر المطاف يتعدى هذه المدينة ليشمل الإنسان أينما وُجد».
تدعم الجائزة «مؤسسة جائزة بوكر» في لندن، وتموّلها «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة.
يُذكر أنه قد تم حتى اليوم التعاقد على نشر ست من الروايات السبع الفائزة خلال السنوات الماضية في ترجمات إنجليزية، وبصفة إجمالية فإن الروايات الفائزة أو المدرجة على القوائم القصيرة للجائزة منذ العام 2008 قد تمت ترجمتها إلى ما يربو على 20 لغة من لغات العالم.