الحكومة المحلية: التنظيم يتحرك إلى دير الزور للمشاركة في المعارك
بغداد – وعد الشمري:
أعلنت الحكومة المحلية في الانبار، أمس الجمعة، عن انسحاب أرتال كبيرة لعناصر ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بتجاه الحدود السورية بشكل مفاجئ، مرجحة انهم متوجهين لإغاثة مقاتليهم الذين يتعرضون لهزائم على أيدي الجيش الحر المعـارض لنظـام بشـار الأسـد.
وفي وقت، أفادت مصادر بأن التحرك هو استجابة لمبادرة تسوية مع شيوخ العشائر، كشف باحث في شؤون الجماعات الإسلامية ان انتقال المسلحين جاء لاستقبال زعيم (داعش) أبو بكر البغدادي الذي عاد إلى العراق وبحوزته أموال طائلة.
ويقول فالح العيساوي، نائب رئيس الحكومة المحلية في الانبار، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “معلومات شبه مؤكدة وردتنا من الرطبة تفيد بأن قطعات لعناصر (داعش) مدعومة بعجلات رباعية الدفع و الأسلحة الثقيلة تحركت صوب الأراضي السورية”.
وأضاف العيساوي ان “هذه المعلومات نقلت إلينا من مصادر متعددة بينها البدو الموجودين في المناطق الحدودية وبعض العاملين في محطات الكهرباء”.
وتابع ان “الشارع في الانبار انقسم حيال تفسير هذا التحرك؛ فهناك من يعتقد أن الغرض منه انتخابي كون الانسحاب جاء بعد انتهاء عملية الاقتراع ولا حاجة بعد اليوم للمسلحين”.
ويجد المسؤول المحلي ان “هذا الراي في حال صحته يؤكد ارتباط هؤلاء المقاتلين بجهات سياسية حاولت استغلال الأزمة في الانبار لأغراض انتخابية”.
لكن العيساوي عاد ليوضح ان “الحكومة المحلية تقف مع الراي الثاني وهو معزز بالأدلة، بأن تحرك أرتال (داعش) إلى سوريا جاء لمساعدة مقاتليهم الذين يتعرضون لهزائم على أيدي الجيش الحر المعارض لنظام بشار الأسد”.
وتشهد المناطق السورية المتاخمة للحدود مع العراق معارك شرسة بين مقاتلين معارضين للأسد ينتمون الى جهات مختلفة لبسط النفوذ على الأراضي التي هي خارج سيطرة النظام.
وفـي الشـأن ذاتـه، أفاد العيساوي ان “معلومـات أخـرى وردتنا من داخـل الفلوجـة تؤكـد ترك المسلحين لبعض المناطق التي كانت تحت سيطرتهم”.
واستطرد المسؤول المحلي ان “عناصـر (داعش) عزوا انسحابهم المفاجئ برفع العبوات الناسفة التي كانت مزروعة على الطرق المؤدية إلى مركز المدينة”.
وعمد المسلحون بعد احتلالهم الفلوجة إلى تلغيم الطرق المؤدية إلى عمق الفلوجة وذلك لاستهداف القوات الأمنية التي قد تحاول اقتحامها.
وفي مقابل ذلك، يعرب نائب رئيس حكومة الانبار عن اسفه لـ “إبعادنا عن ملف اقتحام الفلوجة التي لا تزال خارج السيطرة”.
وأفاد العيساوي إن “اقتحامها بات قرارا مركزياً بحتاً سوف يتم اتخاذه في بغداد أما نحن فلم يعد لنا شأن به”.
واكمل بالقول ان “برغم الانسحاب المزعوم لكن نشاط (داعش) لا يزال مستمراً في الانبار فقد خاضت القوات الأمنية معارك شرسة معهم في الرمادي خلال اليومين الماضيين استمرت إحداها نحو 7 ساعات مستمرة”.
وعلى صعيد متصل، ذكرت مصادر إلى “الصباح الجديد” أن “انسحاب المسلحين جاء بالتزامن مع عقد صفقة بين الجهات الرسمية في الانبار وشيوخ العشائر من اجل إنهاء الأزمة”.
وأضافت المصادر ان “الاتفاق المبدئي يحظى بدعم من رئيس الوزراء نوري المالكي وممكن ان تظهر نتائجه على الأرض خلال الأيام المقبلة”.
لكن الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية هشام الهاشمي كشف ان “تحرك المسلحين هو لاستقبال والتشاور مع زعيم (داعش) ابو بكر البغدادي الذي ترك الرقة السورية ومنحها نيابة عنـه لأبـي أثيـر العراقي”.
وأضاف الهاشمي ان “البغدادي متواجد حاليا في جزيرة الانبار بعد ان تجاوز الحدود مع العراق عبر دير الزور وفي حوزته أموال تقدر بـ 20 مليون دولار وأشياء ثمينة أخرى كالمصوغات الذهبية والأثار”.
وأشار إلى ان “رتلين الذين توجها الى البغدادي يتكون كل واحد منهما من قرابة 12 عجلة نوع بيك- اب، يقود الاول رئيس المجلس العسكري لـ(داعش) أبو عبد الرحمن البيلاوي والأخر قادم من جزيرة الموصل ويعتقد ان على راسه ابو مسلم التركماني المنسق العام لولايات التنظيم في العراق”.