رهانات متزايدة على نمو الطلب النفطي

الهند تقود الطفرة في الاستهلاك اليومي

متابعة ـ الصباح الجديد:

توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد انخفاضات في نهاية الأسبوع الماضي مع مكاسب أسبوعية بسبب هدوء حالة الذعر التي كانت مصاحبة لاندلاع الأزمة المصرفية العالمية.
ورجحوا أن يكون هناك تغيير يلوح في الأفق بالنسبة إلى الطلب على النفط، حيث من المقرر أن تتفوق الهند على الصين باعتبارها المحرك الأكثر أهمية للنمو العالمي وهو ما يبشر بتعاف قوي للطلب في العام الجاري بقيادة أسرع الاقتصادات العالمية نموا، بينما تتحول أغلبية العالم نحو مستقبل أكثر اخضرارا.
وأكدوا أن عدد السكان الضخم في الهند الذي من المحتمل أن يتجاوز بالفعل الصين يساعد على دعم النمو وزيادة الاستهلاك في مجال الطاقة، حيث من المتوقع أن يتأخر انتقال الهند من وسائل النقل التقليدية التي تعمل بالبنزين والديزل إلى الطاقة الجديدة في حين إن اعتماد الصين على المركبات الكهربائية يرتفع بشكل سريع.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش إيه لخدمات الطاقة “إن السوق النفطية تحت ضغوط واسعة ومتضادة التأثير، ما يرجح معه استمرار التقلبات السعرية، خاصة أن المخاوف من الأزمة المصرفية والركود العالمي تقلصت لكن لا تزال باقية، وفي المقابل يتعافى الطلب في الصين والهند بوتيرة قوية”.
ورجح أن تقود الهند الطفرة في الاستهلاك اليومي من النفط الخام عالميا الذي قد يبلغ ثلاثة أضعاف مثيله في الصين في العقد المقبل، مشيرا إلى أن التجار والمنتجين يتطلعون إلى الاستفادة من نمو الطلب العالمي ويراهنون بقوة على النمو المتسارع في الهند بينما تتقلص المراهنات على الطلب الصيني خاصة بعد دعوة شركة البترول الوطنية الصينية وهي كبرى شركات التكرير أخيرا إلى بلوغ ذروة استهلاك النفط الصيني في عام 2030.
أما دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “ تكنيك جروب” الدولية فيرى أن آفاق نمو الطلب إيجابية، وهو ما ركزت عليه “أوبك” في أحدث تقاريرها الشهرية وهو ما يرجح نمو الأسعار خاصة، بينما تتطلع السوق إلى الاجتماع الوزاري للمراجعة والتقييم لاتفاق الإنتاج في ثلاثة أبريل المقبل الذي على الأرجح سيوصي بالمضي قدما في خطة خفض الإنتاج بسبب مخاوف الركود الراهنة.
ونقل عن بيانات صادرة عن المجموعة المصرفية “سيتي جروب” التي تشير إلى أن انتعاش الطلب في الصين من عدة أعوام من القيود الخاصة بجائحة كورونا سيكون له دون شك مردود إيجابي واسع على الطلب في البلاد، ولا سيما أن أغلب التوقعات تشير إلى أن نمو الهند سيتجاوز الصين بدءا من 2026.
من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة “إن كبار المنتجين يلتزمون الحذر في زيادة الإنتاج في ظل حالة عدم اليقين السائدة في السوق مع توقعات دولية بخسارة النفط الصخري الأمريكي ما يصل إلى 20 في المائة من نشاطه خلال العام المقبل إذا استمرت أسعار الطاقة عند المستويات الحالية، واستمرار تقلبات الأسعار وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي”.
وأشار إلى أن مستوى الأسعار الحالي غير ملائم لعديد من شركات الطاقة خاصة في الولايات المتحدة التي تتجه إلى تقليص مزيد من الإنتاج، لأن ميزانياتها العمومية ليست قوية. لافتا إلى انخفاض عدد الحفارات للتنقيب عن النفط والغاز بنسبة ثلاثة في المائة منذ بداية العام الجاري حيث يلتزم أكبر مستكشفي النفط الصخري بالحفاظ على نمو الإنتاج ثابتا وإعادة الأرباح للمساهمين.
وتشير ارفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية إلى أن تقييم شركات النفط والغاز صار صعبا في المرحلة الراهنة بعد انخفاض أسعار الغاز بنسبة 75 في المائة تقريبا خلال الأشهر السبعة الماضية، ما أدى إلى صعوبة اتفاق المشترين والبائعين على القيم الحقيقية للشركات، إضافة إلى ذلك فإن التباطؤ في عمليات الحفر يجعل من الصعب على الشركات توليد تدفق نقدي حر كبير الحجم.
وأشارت إلى انخفاض عدد منصات الحفر للتدفئة ووقود محطات الطاقة بنسبة ثمانية في المائة منذ أوائل سبتمبر الماضي، وذلك عندما وصل النشاط إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أعوام وفقا لبيانات شركة “بيكر هيوز” الأمريكية، مضيفة أن “الطلب يتلقى زخما كبيرا بسبب شهية الهند سريعة النمو للنفط الخام، ما يجعلها فرصة جذابة للتجار والمنتجين في الخارج على المدى الطويل، حيث إن اعتمادها على الوقود التقليدي من المرجح أن يستمر لفترة أطول”.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط الجمعة مع تراجع أسهم البنوك الأوروبية، بعد أن قالت جنيفر جرانهولم ‏وزيرة الطاقة الأمريكية “إن إعادة ملء احتياطي البترول ‏الاستراتيجي الأمريكي قد تستغرق أعواما، ما يقوض توقعات الطلب”.‏ وانخفض سعر خام برنت 92 سنتا أو 1.2 في المائة إلى 74.99 دولار للبرميل، ‏وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 70 سنتا أو 1 في المائة إلى 69.26 ‏دولار للبرميل.‏ وارتفع الخامان في الأسبوع الماضي بعد أن هدأت اضطرابات القطاع المصرفي.‏ وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.8 في المائة هذا الأسبوع، فيما صعدت العقود الآجلة ‏للخام الأمريكي 3 في المائة، وسجل كلا الخامين أكبر انخفاض لهما منذ شهور في ‏الأسبوع الماضي.‏

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة