المنظمة مستعدة لدعم جهود الحكومة العراقية في محاربة الفساد وتنويع الاقتصاد ومواجهة التحديات

وصف زيارته البلاد بـ»المتميزة»..أمين عام الأمم المتحدة:

*عبد اللطيف رشيد: نسعى الى حصول البلاد على حصة مائية عادلة

*السوداني: العراق بات مفتاحا لحل أزمات المنطقة

بغداد – الصباح الجديد:
غوتيريش: نتطلع لمشاركة العراق في مؤتمر المياه الذي سيعقد الشهر الجاري
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش امس الاربعاء، تطلعه الى مشاركة البلاد في مؤتمر المياه الذي سيعقد في نيويورك هذا الشهر ، داعيا المجتمع الدولي الى دعم العراق في مواجهة التحديات البيئية وتنويع الاقتصاد.
وقال غوتيريش، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني: «سعيد بزيارة العراق مجدداً، ونراه اليوم مختلفاً»، مؤكداً أن «زيارتي إلى بغداد تأتي للتأكيد على التضامن ودعم الأمم المتحدة للعراق».
وأضاف أن «التحديات التي يواجهها العراق جاءت نتيجة عقود من الحروب والتدخلات»، مؤكداً أن «هناك أملاً لتحقيق التقدم». ، وتابع: «يشجعني تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وبرنامجها الإصلاحي»، مثمنا «التزام رئيس الوزراء في معالجة التحديات التي تواجهها البلاد بما فيها محاربة الفساد وتحسين الخدمات وتنويع الاقتصاد».
وأكد أن «الأمم المتحدة مستعدة لدعم جهود الحكومة العراقية في محاربة الفساد وتنويع الاقتصاد وخلق فرص العمل». ، وأعرب عن تطلعه «لمشاركة العراق في مؤتمر المياه الذي سيعقد الشهر الجاري «، مشيراً إلى أن «العراق من بين الدول الأكثر تاثراً بالتغيرات المناخية».
ودعا الأمين العام، المجتمع الدولي إلى «دعم العراق في معالجة التحديات البيئية وتنويع الاقتصاد». ، ولفت إلى أن «العراق مهم ومركزي»، مشيداً بـ»دبلوماسية الحكومة العراقية على أساس حسن الجوار».
وعبر، عن «امتنانه لحكومة العراق وشعبه على التضامن مع ضحايا الزلزال بتركيا وسوريا»، موضحا أن «العراق سيكسر دائرة عدم الاستقرار والهشاشة ويتجه نحو المزيد من الحرية والسلام».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة وصل البلاد صباح امس، والتقى قبل المؤتمر الصحفي رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء.
واستقبل رئيس الجمهورية الدكتور عبداللطيف جمال رشيد، في قصر بغداد، السيد أنطونيو غوتيرش والوفد المرافق له، والذي ضم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام السيدة روزماري دي كارلو، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة جينين بلاسخارت.
وبحث الرئيس والأمين العام، خلال اللقاء، الجهود المتحققة لترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد، وآليات عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق، والدور الذي تضطلع به إلى جنب الجهود الوطنية ودور المنظمات والدول الصديقة في دعم النازحين والمهجرين، حيث أكّد رئيس الجمهورية تطلّع العراق إلى دعم المجتمع الدولي والتعاون والعمل المشترك للاستجابة إلى الاحتياجات الإنسانية للعوائل النازحة.
وأضاف أن هناك آلاف العوائل النازحة تعيش أوضاعا مأساوية ومعقدة جدا ونأمل بالتعاون مع الأمم المتحدة لحسم هذا الملف الإنساني بعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وإعادة إعمار مدينة سنجار طبقا لاتفاقية سنجار.
وأشار الرئيس إلى أن العراق يعد من أكثر البلدان تأثرا بالتغيرات المناخية حيث يعاني من شحة المياه والجفاف والتصحر مما انعكس سلبا على أوجه الحياة المختلفة، مشيرا إلى أن العراق يسعى للحصول على حصة مائية عادلة.
وأعرب رئيس الجمهورية في هذا الشأن، عن شكره وتقديره للأمين العام للأمم المتحدة على دعوته للحضور والمشاركة في مؤتمر المياه من أجل التنمية المستدامة، متمنيا للمؤتمر النجاح وأن يسهم في معالجة مشكلة شحة المياه.
كما تناول البرنامج الحكومي الطموح الذي يشمل ترسيخ الأمن والاستقرار، وكبح الفساد وإعادة إعمار البنى التحتية وتقديم أفضل الخدمات الضرورية للعراقيين، وخلق فرص استثمارية جيدة لتشغيل المعامل والمصانع وإيجاد فرص عمل جديدة، كما بين أن هناك جهودا مستمرة لإدامة الحوار بين الإقليم والحكومة الاتحادية، من أجل التفاهم ووضع الحلول الناجعة، وكذلك العمل على الاتفاق لإقرار قانون النفط والغاز.
وفي السياق، أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني امس الأربعاء، لأمين عام الأمم المتحدة، أن العراق تجاوز أزمته السياسية واصبح مفتاحاً لحل أزمات المنطقة.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان أن «رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، استقبل الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي جاء البلاد في زيارة رسمية».
وأضاف البيان: «جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين العراق والمنظمة الدولية، واستعراض آفاق التعاون في ملفات النازحين والدور الدولي المطلوب، ومواجهة تحديات المناخ والحاجة للمساعدة الدولية في هذا الملف، وكذلك جهود العراق في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة، ودوره الريادي في خفض التوترات بالمنطقة وضمان استقرارها».
وقدم رئيس الوزراء، بحسب البيان، «شكره لبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، وجهودها في مساعدة العراق بمراحل مختلفة»، مؤكداً أن «العراق تجاوز أزمته السياسية، وتركزت جهوده على التحديات الاقتصادية والبيئية، وقد وضعت الحكومة عدة أولويات لمواجهة تلك التحديات».
وبيّن السوداني، أن «انتصار العراق على عصابات داعش الإرهابية، حصل لتلاحم العراقيين وإيمانهم بالتعايش السلمي، ليصبح العراق اليوم مفتاحاً لحل الكثير من أزمات المنطقة، والقيام بدور إيجابي في تسوية الأزمات الإقليمية».
واستعرض خلال اللقاء، «خطط الحكومة لتطوير قطاع الشباب واستثمار قدراتهم وإمكانياتهم، وسعيها لتنويع الاقتصاد، فضلاً عن انتهاجها مبدأ الشراكات الاقتصادية المتعددة في علاقاتها الخارجية».
وفي اللقاءين، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن سعادته بزيارة البلاد التي وصفها بالزيارة الأفضل، كما عبّر عن سروره بلقاء رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، مشيدا بما لمسه من حالة الاستقرار الأمني في البلاد، وأكد أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب العراق وتدعم كل المساعي والجهود لحماية أمنه واستقراره، مشيرا إلى التزام المنظمة الدولية في تقديم الدعم للنازحين وإنهاء معاناتهم الإنسانية.
وعبّر السيد غوتيرش عن سعادته لمشاركة العراق في مؤتمر المياه في نيويورك، لافتا إلى أن الظروف في العراق قد تغيرت الآن نحو الأفضل، ومشيرا إلى أن «العراقيين متحدون وبوحدتهم وتعاونهم يحولون دون التدخلات الأجنبية»، مؤكداً «دعم المجتمع الدولي للعراق في ملف التحديات المناخية، وملف النازحين».
كما أشاد غوتيريش، بـ»أولويات الحكومة وتركيزها على ملف مكافحة الفساد وثمن قرارها لإعادة النازحين إلى مناطقهم، ووصفه بالقرار الشجاع والإيجابي».
وأكد، «استعداد الأمم المتحدة لدعم حكومة العراق إزاء التحديات التي تواجهها»، معرباً عن «تفاؤله بما تقوم به الحكومة العراقية من جهود في جميع المجالات».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة