اتفاق عراقي – أميركي لاستغلال الغاز المصاحب واحداث ثورة في قطاع الطاقة

الينا رومانسكي: نعتزم تحويله الى ثروة بدل حرقه

كبرى الشركات في الولايات المتحدة ستعود إلى العراق للاستثمار فيه

متابعة ـ الصباح الجديد:
اكدت السفير الأميركي في البلاد الينا رومانسكي، أمس السبت استعداد الشركات الأمريكية لتقديم التزام بتحديث قطاع الطاقة في البلاد وإحداث ثورة فيه، في وقت كثر خلاله الحديث عن اتفاق عراقي أميركي على استثمار الغاز المصاحب وتحويله الى ثروة وطنية بدلا من حرقه اثناء استخراج النفط من حقوله.
واعربت رومانسكي في كلمة طويلة ألقتها خلال المؤتمر الثاني للنفط والغاز الذي انعقد امس السبت في بغداد، عن» استعداد الشركات الأمريكية لزيادة الاستثمار في العراق وخاصة في مجال الطاقة بما يخدم السكان ويسهم في تحقيق السيادة لهذه البلاد».
وقالت:» أنا واثقة من العلاقة القوية والمتوسعة بين العراق والولايات المتحدة، ومتحمسة بشأن العلاقة القوية والمتنامية بين العراق والولايات المتحدة».
واضافت «كان هدفنا من خلال اللقاءات مع وزير الخارجية فؤاد حسين، توسيع العلاقات الأمريكية العراقية على أساس التنمية الاقتصادية والتعاون الاقتصادي، والتي تؤدي إلى قيام المزيد من الشركات الأمريكية بالاستثمار في العراق، و ستجلب هذه الشركات معها وظائف ذات رواتب جيدة للعمل في تطوير البنية التحتية، وتقوية الروابط في اقتصاد البلدين»، مؤكدة انها « مهتمة بشكل خاص برؤية عودة الشركات الأمريكية التي غابت عن السوق العراقية لسنوات عديدة».
ونوهت رومانوسكي إلى أنه «سننظم بعثات لجلب الشركات الأمريكية إلى العراق ليروا أن هذا مكانا فيه فرصة كبيرة يمكنهم الشعور بها ويشعرون بالطمأنينة في ممارسة الأعمال التجارية مرة أخرى»، مؤكدة أنه «يتعين على الحكومة أيضا اتخاذ خطوات لضمانة الشركات الأمريكية بأن استثماراتها ستكون آمنة».
وأوردت أيضا: «لقد تحدثت مع كل من: وزير النفط، وكذلك مستشار رئيس الوزراء للطاقة اللذين وضعا رؤيتهما لتحديث صناعة الطاقة، وليس النفط فقط بل باستخدام الكميات الهائلة من الغاز في العراق للعراقيين».
وذكرت السفيرة أيضا أن «تطوير قطاع الكهرباء لتلبية متطلبات الطاقة للعراقيين سيدعم النمو الاقتصادي، وسنستمر في تشجيع شركات الطاقة الأمريكية على استكشاف الفرص في العراق وحيث يمكنهم تقديم خبراتهم ذات المستوى العالمي، ولا أعتقد أن معظم الناس يدركون مدى وكمية وجود الغاز المصاحب في حقول النفط هناك مسؤولون طاقة في العراق يقولون إذا استطعنا بالفعل استثمار، وبيع كل الغاز الذي يتم حرقه حاليا في حقول النفط فستكون قیمته ستة مليارات دولار سنويًا».
وأكدت رومانسكي:» نريد العمل مع الحكومة لخلق فرص جديدة ومستقبل أكثر أمناً للشعب العراقي»، مبدية استعداد «الشركات الأمريكية لتقديم التزام بتحديث قطاع الطاقة العراقي وإحداث ثورة فيه والصناعات الأخرى المفيدة للعراق والعالمية نتطلع إلى العمل مع كل من حكومة العراق والقطاع الخاص والشعب العراقي بشكل مباشر لتحقيق ذلك».
وكان وفد رفيع قد بحث خلال الأسبوع الماضي مع وزارة الخزانة الأميركية ملفات الاقتصاد والنفط والطاقة والمصارف والعملة، لوضع حلول لتعافي الاقتصاد العراقي ودعم سعر الدينار المتهاوي.
في السياق، ابدى مسؤولان رفيعان في شؤون النفط والطاقة، استعداد البلاد فتح أبوابها أمام الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع الطاقة، وفيما اكدا أن كبرى الشركات في الولايات المتحدة ستعود إلى العراق للاستثمار في قطاعي النفط والغاز، اشارا في الوقت ذاته الى أهمية المباحثات مع الاميركيين في اقتصاد البلاد.

علاقات متينة
وقال وكيل وزارة النفط الدكتور حامد الزوبعي في تصريحات تابعتها الصباح الجديد: «نوقشت ملفات عدة في ما يهم الطاقة، إلا أن الملف الذي يهمنا والأكثر أهمية، هو ملف الغاز المصاحب الذي يحرق في محطات النفط والغاز العراقية بغرض توليد الطاقة الكهربائية وجعل قطاع الطاقة العراقي يتمتع باستقلالية دون الحاجة إلى استيراد الغاز من دول الجوار».

دعم أميركي
وكشف الوكيل أن الجانب الأميركي أبدى الاستعداد لتقديم المساعدات الفنية والتقنية في قطاع الطاقة من جانبين: هو استثمار الغاز الذي يحرق حالياً في منشآت النفط العراقية وتحويله إلى طاقة كهربائية. والجانب الآخر، هو ربط الشبكة الكهربائية بالسعودية والخليجية.
ولفت إلى أن تنفيذ هذه البرامج يحتاج إلى وقت، وبالنسبة إلى مشروع استثمار الغاز ستضاف في نهاية العام الحالي وبداية 2024 من 25-30 في المئة إلى الغاز الذي يستثمر، أما النسبة المتبقية التي تعادل 30 في المئة فستضاف في 2025-2027، وفي شأن عملية الربط بالشبكة السعودية، تحتاج إلى وقت ليس بالقليل، يتضمن نصب أبراج ومد أسلاك بين العراق والأردن لأكثر من ألف كيلو متر، وهذه تستغرق بين العام والعامين.

خطوات جدية
وأكد على التنسيق واتخاذ خطوات جدية في ناحية التمويل لتنفيذ هذه المشاريع، من طريق إدخال الشركات الأميركية المتخصصة في عملية تجميع الغاز ومعالجته وتحويله إلى كهرباء، أو من طريق حقن الغاز في الشبكة العراقية.
وأضاف أن هناك عديداً من الشركات المتخصصة في هذا الجانب من بينها: (جي بيكرهيوز، وهنيويل، وأكسنيريتر) وهي الشركات العملاقة في هذا المجال.

فتح الباب أمام شركات الطاقة الأميركية
من جهته، أكد مستشار رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، عماد العلاق،» أن حكومة البلاد جادة في فتح الباب أمام الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع الطاقة والنفط والغاز، مضيفاً أن كبرى الشركات في الولايات المتحدة ستعود إلى العراق للاستثمار في قطاع الطاقة.
وأوضح العلاق أن هناك بعض التحديات يمكن تجاوزها في القريب العاجل، هناك فرص كبيرة في العراق وستشهد الأيام المقبلة عودة كبرى شركات الطاقة إليه.

تقديم المساعدات الفنية والتقنية
وأضاف مستشار رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، أن تنفيذ هذه المشاريع يحتاج (بلا شك) إلى وقت، وبالنسبة إلى موضوع استثمار الغاز في داخل حقول النفط والغاز في نهاية العام الحالي وبداية العام المقبل، موضحاً في الوقت ذاته أهمية مسالة الربط الكهربائي بين العراق والسعودية، حيث يتوقع أن يستغرق المشروع وقتاً ليس بالقليل إذ سيحتاج لنصب أبراج وأسلاك ما بين الأردن والعراق ولمسافات شاسعة تمتد لمسافة تفوق الألف كيلومتر وهذا سيستغرق وقتا يتراوح بين عام وعامين.
وبشأن تمويل هذه المشاريع أكد العلاق أنه ستتخذ خطوات جدية في هذا المجال من ناحية التمويل لتنفيذ هذه البرامج العاجلة من طريق إدخال الشركات الأميركية المتخصصة في عملية تجميع الغاز ومعالجته وتحويله إلى كهرباء.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة