للسفر فوائد نفسية وفكرية وله أيضا احزان

احلام يوسف
للسفر فوائد عدة، نفسية واجتماعية وعلمية، فالتعرف على بلدان العالم يمنح الشخص معرفة اكثر، حيث ان التواجد في بلد معين يختلف عما تعرفه عنه من خلال الانترنت او من حديث احد عنه.
السفر بالنسبة للعراقيين تاثيره مختلف خاصة وانه صار متاحا بعد 2003 للكل. وكل منا استفاد من تجربته بصورة معينة.
حكمت سلام استاذ جامعي متقاعد عرف كيف يحول فترة التقاعد الى فترة حرية مطلقة، لم يترك بلدا الا وسافر اليه وزار اغلب مناطقه السياحية والاثرية ان وجدت. يقول: “السفر له عشرات الفوائد، بالنسبة الي سافرت الى عدة دول حتى الاوروبية منها، زرت اماكنها السياحية والتاريخية، وجدت ابنية كنائس شيدت قبل عدة قرون، وجدت مقبرة كأنها تاريخ فني وادبي متمثلة بمقبرة العظماء في باريس، والعديد من المناطق التي شيدها الرومان في اثناء غزواتهم، تلك الاماكن تمثل تاريخ متجسد امام الناظر وليست درسا مكتوبا. السفر يعلم الشخص بطبيعة الحياة التي تعيشها البلدان، يعرفنا على اهمية الحرية بالعيش الكريم على حب الوطن عندما نجد ان كل شيء في هذه البلدان منظم ونظيف، على امل ان يؤثر فينا ونعمل به بعد عودتنا الى الوطن”.
بلال عبد الرحمن ربما اكثر شخص اثر عليه موضوع السفر اجتماعيا وفكريا، فكان اول من بدأنا معه سؤالنا.. ما الفائدة التي حصلت عليها بعد ان سافرت الى لبنان واستقريت هناك؟
يقول بلال: “السفر منحني شخصية جديدة وحياة جديدة، نشأت في بيئة محافظة جدا، كنت لا ارى الا نساء محجبات ومنقبات سواء الجيران او الاهل، وبفضل الله فان وضعنا المادي ممتاز ما اتاح لي الفرصة الى الدراسة في الجامعة الاميركية ببيروت، هناك بدأت رحلتي مع الحياة الجديدة، اول الامر كنت انظر شزرا الى كل فتاة غير محجبة، ولا استطيع ان اتقبل رؤيتهن، لكن وبعد مدة وبفضل التعرف على اكثر من زميلة بحكم الدراسة معا وجدت منهن شخصيات رائعة، فعرفت ان الاخلاق لا يمكن ان نحجم سموها بالملابس. صرت اكثر انفتاحا، اضافة الى اني تعرفت على الشعب اللبناني، عاداته وتقاليده واكلاته وتفكيره، هذا كان بالنسبة الي حياة جديدة، خاصة بعد ان استقريت في شمال بيروت.. استطيع ان اقول اني عشت حياتين”.
سراب عزيز تجد ان السفر يولد الحزن لها اذ قالت: “اسمع واعرف ان للسفر فوائد عدة، لكن بالنسبة لنا نحن العراقيين فالسفر محزن وموجع، فكلما سافرت الى تركيا وتركيا تحديدا برغم اني سافرت الى اوروبا والى اميركا لكن بحكم ان تركيا بلد مسلم ومجاور لنا، نجد انفسنا مجبرين على المقارنة بين حالنا وحالهم، فكلما سافرت الى تركيا ابدأ رحلة المقارنة وليس الاستمتاع، عندما اجد الشوارع نظيفة والاشجار على الجزرات الوسطية كانها مرسومة بسبب التماثل بينها ما يمنح راحة للعين، عندما ارى خطوط عبور تحمي الشخص من استهتار بعض اصحاب السيارات، عندما ارى العمران والتطور، اشعر بان كل ابناء الوطن حاقدين ومخربين، سواء مسؤولين ام مواطنين، وهذا يسبب لي الالم اكثر من المتعة التي اشعر بها في اوقات قليلة”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة