عدّ ادراج الفيدرالية في ورقته ضغطاً على التحالف الوطني
بغداد ـ نجلاء صلاح الدين:
عدّ تحالف القوى الوطنية، الكتلة السّنية الاكبر في مجلس النواب، مطالبته بإقامة الاقاليم هي الاخيرة في ورقته التفاوضية، مؤكدا انه يبحث في الوقت الحالي عن «التطبيق الصحيح» لقانون 21 الذي يعطي المحافظات صلاحيات واسعة، فيما افاد التحالف الوطني بأن الاصرار على أنشاء الفيدرالية في المنطقة الغربية تعود بأثار سلبية على ابناءها لأنها ستكون ساحة للصراع بين قيادات هذه المناطق.
وقال النائب علي جاسم عضو لجنة كتابة المطالب السّنية الى « الصباح الجديد « امس السبت،أن « هناك عدة مطالب قدمت الى التحالف الوطني للنظر في أمكانية تحقيقها من أجل مشاركتنا في حكومة حيدر العبادي».
وتابع ان «اهم تلك المطالب تتعلق بتوسيع صلاحيات المحافظات وفقا للقانون رقم 21، ومن ثم تطبيق النصوص الدستورية الخاصة بإمكانية تشكيل الاقاليم».
ويؤكد جاسم أن «المطالبة بالأقاليم ستكون الورقة الاخيرة في حال رفض التحالف الوطني ورقتنا، اما الان فهي وسيلة للضغط على الحكومة الحالية»، مستبعدا «تطبيق هذا المشروع في الوقت الحالي، كما ان الوسط السّني بدأ يرفضه لأنه يعتبر نفسه جزءاً من العراق، وهناك عوامل طبيعية تتعلق بانسيابية نهر الفرات والثروات الطبيعية تحول دون نجاح الاقليم».
وفي مقابل ذلك، شددّ عضو لجنة مطالب السّنية على أن «معاناة ابناء المكون في المحافظات الوسطى والغربية جعلت التفكير بالإقليم يبدو جدياً ورغم انه يتذيل ورقتنا لكن يجب اعطاء ضمانات حقيقية لحذفه».
وكان نائب الرئيس الامريكي جو بايدن قد ذكر في مقال في صحيفة الواشنطن بوست اطلعت عليه « الصباح الجديد « إن العراق بحاجة الى نظام «فدرالي فعال» لمعالجة الانقسامات التي تعصف به، و إن امريكا مستعدة لتوفير الدعم من اجل انجاح هذا النموذج.
ودعا بايدن العراقيين الى التوحد ليتمكنوا من مجابهة التحدي المتمثل بتنظيم «الدولة الاسلامية.»
من جانبه افاد محمد العكيلي عضو عن التحالف الوطني بأن الظرف لا يسمح بإقامة اقاليم في الوقت الحاضر نظراً للصراعات والتحديات التي يمر بها العراق .
وتابع العكيلي في تصريح إلى «الصباح الجديد» أن «هذا المشروع لا يخدم اي شريحة حالياً ويجب تأجيله الى حين استقرار الاوضاع وان التحالف الوطني لا يقف امام تطبيق النصوص الدستورية في حال سمحت الظروف بذلك «.
ويرى العكيلي أن «استنساخ تجربة اقليم كردستان في المحافظات السّنية مهمة مستحيلة لان الكرد حين اعلنوا عن اقليمهم لم تكن الظروف كما يجري عليه الوضع حالياً».
وفي حال اصرار السّنة على الاقليم يرجح عضو التحالف الوطني «حصول صراعات بين قيادات المكون ويعزز ذلك توفر جميع الاسلحة وانفتاح المنطقة الغربية على دول الجوار وممكن ان تصبح هذه المنطقة ساحة للحروب».
بدوره ذكر حميد فاضل استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد إلى «الصباح الجديد» أن «الاقاليم خيار دستوري وصحي»، مشترطا في الوقت ذاته «توفر المقومات المعترف بها عالمياً وان العراق لا يمتلك الامكانيات التي تؤمن نجاح تجربة الاقاليم».
واضاف حميد « ان الأقاليم لا تقوم على اساس طائفي أو مذهبي، وانما اداري وجغرافي»، محذرا ان « المشروع ليس الحل بقدر ما انه يعرض البلاد الى مشاكل جديدة «.
ويشخص استاذ العلوم السياسية « نقصاً في الثقافة العراقية لمفهوم الاقاليم، كما ان المشكلات التي رافقت ظهور الفيدرالية في كردستان جعلت بعض القوى السياسية تتخوف من استنساخ هذه التجربة في باقي انحاء البلاد».
كما ذهب إلى أن «تطبيق المشروع قد يفضي لصعوبة السيطرة على العراق من قبل الحكومة الاتحادية وتصبح بعض المناطق ارض خصبة للتدخل الخارجي وهذا ينذر بتقسيم البلاد في نهاية المطاف».