طلعات جوية أميركية شبه يومية في سماء حديثة
الانبارـ الصباح الجديد:
اكدت مصادر محلية في محافظة الأنبار قيام الطائرات الاميركية بطلعات جوية شبه يومية فوق منطقة حديثة لرصد وجمع المعلومات عن تحركات العناصر الارهابية في المحافظة، نافية المعلومات التي تحدثت عن توجيه ضربات من قبل سلاح الجو الاميركي لمسلحي داعش، فيما اشارت الى اشتداد المعارك بين العشائر المنتفة ضد داعش وباسناد جوي عراقي.
و قال نائب رئيس مجلس محافظة الانبار، فالح العيساوي “للصباح الجديد” ان” هناك طلعات شبة يومية تقوم بها الطائرات الاميركية على منطقة حديثة، لمتابعة تحركات المجاميع الارهابية وجمع المعلومات عن اماكن تواجدهم”، نافيا “الانباء التي سربت الى بعض وسائل الاعلام بخصوص قيام الطائرات الاميركية بتوجيه ضربات جوية في المنطقة”.
واشار الى ان” الطائرات العراقية هي فقط التي تقوم بعملية ضرب اوكار داعش وليس للأميركان اي دور في العملية”، موضحا ان” هناك العديد من العشائر اعلنت استعدادها ورغبتها بالانخراط مع القوات الامنية في عملية طرد عناصر تنظيم داعش من المحافظة ، خاصة الكرمة وبعض مناطق الفلوجة “.
واضاف العيساوي، ان” التغيير الذي شهدته العملية السياسية في العراق والدعم الاقليمي والدولي الذي رافق التغيير اعطى حافزا معنويا لعشائر الانبار لتنتفض بوجه عناصر الارهاب”، مشيرا الى ان” هناك خطة امنية رسمت بالتعاون مع العشائر وبعض الفصائل المسلحة التي ابدت موافقتها على عملية دحر المجاميع الارهابية من المحافظة “.
وكان رئيس مجلس محافظة الانبار، صباح كرحوت، قد ذكر في وقت سابق ان” عشائر اللهيب والحلابسة والجميلة والخليفة انتفضت ضد الارهابيين في الكرمة”، منوها على ان “الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد داعش هي جيش المجاهدين والجيش الاسلامي و كتائب ثورة المجاهدين”.
و اضاف إن ” ان العشائر المنتفضة قتلت 37 داعشيا”.
من جهته قال الخبير الأمني هشام الهاشمي خلال اتصال هاتفي مع جريدة “الصباح الجديد”، ان” هناك بعض الفصائل المسلحة في الانبار قد اجرت في الآونة الأخيرة اجتماعات وحوارات في اربيل وعمان لصياغة اتفاق مبدئي حول امكانية انخراط الفصائل المسلحة مع الاجهزة الامنية لمواجهة العناصر الاجرامية وطردها من المحافظة”، موضحا انه “لحد الان لم يصدر اي قرار من اي فصيل مسلح يعلن انضمامه الى جانب الحكومة في قتالها مع تنظيم الدولة الاسلامية، وانما هي مجرد حوارات تقودها شخصيات عشائرية وسيطة بين الحكومة والفصائل للخروج بقرار رسمي يرضي الطرفين ومن خلال ضمانات قدمتها بعض الدول الاقليمية والكتل السياسية داخل العراق ومنها التحالف الوطني للفصائل السنية المعتدلة”.
واضاف ان” التفاهمات التي يجريها محافظ الانبار احمد خلف الدليمي مع المستشارين الاميركيين هي مجرد تقديم المشورة العسكرية للقوات الامنية الموجودة في المحافظة وان حصلت تفاهمات بين المحافظ والمستشارين بخصوص الضربة الجوية المحتملة في المحافظة الا انه لم يصدر من اصحاب القرار في الادارة الامريكية حول الضربة الجوية سلبا او ايجابا “.
واوضح ان” بعض العشائر من المؤمل ان يكون لها موقف سلبي تجاء الضربة الجوية الاميركية في المحافظة”، منوها على ان “هذه العشائر ليست لها قوة عسكرية ملموسة على ارض الواقع و لا تمتلك اية مقومات لصياغة موقفها على ارض الواقع “.
الى ذلك افاد مصدر امني مطلع رفض الكشف عن اسمة، ان” مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في الكرمة أمهلوا العشائر السنية المنتفضة الى يوم الجمعة من اجل الاستسلام او مواجهة الموت”، مبينا، ان ” داعش فرضت حظرا شاملا للتجوال في البلدة على خلفية المعارك التي اندلعت مع العشائر السنية الغاضبة ضدهم”.
وتابع، ان “فور انتهاء معارك العشائر الثائرة ضد تنظيم داعش انتشر المتشددون في المدينة وفرضوا حظرا للتجوال “، مشيرا الى ان” عشائر الكرمة تمكنت من قتل 100 داعشي في عملية تطهير واسعة شنتها ضد عصابات التنظيم نتجت عن تحرير مناطق (الشهابي والقناطر والرشاد)، فيما اصيب عدد كبير من الارهابيين بينهم قياديون وقناصون، وطالبوا الحكومة المركزية بمدهم بالمعدات العسكرية لتمكينهم من تحرير قضاء الكرمة بالكامل من دنس داعش”.
وتابع المصدر، ان” عشرات الالاف من المدنيين فروا من البلدة على خلفية المعارك التي دارت بين العشائر المنتفضة و مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية”، مؤكدا ان “الطائرات العراقية قصفت مواقع داعش بالتزامن مع المعارك التي دارت على الارض وأوقعت قتلى في صفوف التنظيم”.
وكانت مديرية الاستخبارات العسكرية اعلنت، في وقت سابق، عن اندلاع اشتباكات بين تنظيم جيش المجاهدين وداعش في بلدة الكرمة جنوب مدينة الرمادي.
وذكرت المديرية في بيان ورد لـ “الصباح الجديد”، ان “مواجهات عنيفة حدثت بين جيش المجاهدين وعصابات داعش في الكرمة اسفرت عن مقتل عدد كبير من الطرفين”.