الأمم المتحدة تحذر من مجزرةٍ محتملة في آمرلي وتضع الحكومة أمام خيارين

داعش يمنع الغذاء والماء عن المحاصرين منذ شهرين
بغداد ـ الصباح الجديد:

تثير تطورات الاحداث المتعلقة بحصار ناحية آمرلي الواقعة في قضاء طوز خورماتو, على وادي « كور دره « الذي يقسمها إلى نصفين، ويتجاوز عدد نفوسها 30 الف نسمة ـ بحسب احصاء 1997 ـ ، الرأي العام العراقي والعالمي حول تلك المدينة المحاصرة، من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام «داعش» منذ نحو شهرين.
وقد اعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف عن قلقه من الاخبار المتعلقة بحصار آمرلي و اوضاع السكان المعيشية الصعبة المرتبطة بذلك الحصار.
وقال المكتب الإعلامي لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي» في بيان ورد للصباح الجديد، ان «الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، السيد نيكولاي ملادينوف، يساوِرُه قلقُ بالغٌ إزاء التقارير المتعلقة بالأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها سكان ناحية آمرلي في شمال العراق»، محذرا من انهم «يعانون حصاراً فرضه عليهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المسلح «داعش» الذي منع عنهم إمدادات الغذاء والماء منذ شهرين تقريباً».
و اضاف ملادينوف، إن «وضع السكان المأساوي في ناحية آمرلي يستوجب تحركاً فورياً لمنع مجزرة محتملة بحق مواطنيها»، مبينا ان «التقارير تؤكد أن الناس هناك يعيشون ظروفاً بائسة».
واردف «أحثُ الحكومة العراقية على بذل كل ما في وسعها لفك الحصار عن الناحية وضمان حصول السكان على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة»، أو أن «يتم إخلائهم على نحو يحفظ كرامتهم، كما إن على حلفاءِ العراق والمجتمع الدولي ان يعملوا مع السلطات لمنع حدوث مأساة على صعيد حقوق الإنسان هناك».
واشار الى ان الأمم المتحدة في العراق «ستعمل كل ما في وسعها لدعم حكومة وشعب العراق لتخفيف المعاناة التي لا توصف لسكان ناحية آمرلي».
وكان رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي قد دعا الى تقديم الدعم العسكري واللوجستي لناحية آمرلي والمحتجزين فيها .
وذكر العبادي في بيان له يوم امس، السبت تلقت « الصباح الجديد « نسخة منه، ان « صمود ابناء آمرلي بوجه الارهاب يمثل بداية حقيقية لهزيمة هذه العصابات الاجرامية التي تريد ان تعيث في الارض خرابا وفسادا» ، مشيرا الى «ضرورة تقديم جميع انواع الدعم العسكري واللوجستي لآمرلي من اجل ابقائها عصية على الارهاب والتوجه لتحرير بقية المناطق من دنس هؤلاء».
واضاف ان «مساعدة المواطنين للقوات الامنية وابطال الحشد الشعبي سيساعد كثيرا في تحرير المناطق التي استولت عليها عصابات داعش على اعتبار ان تعاون المواطنين مع الاجهزة الامنية سيمثل انطلاقة لهزيمة هذه الزمر الارهابية وكسراً لشوكتها»، مشيدا «بالصمود البطولي لابناء آمرلي في مواجهة عصابات داعش الارهابية».
واشار الى ان « ابناء آمرلي سطروا اروع البطولات في تصديهم لهجمات داعش وسيساعد هذا الامر على تحشيد بقية المناطق لطرد عصابات داعش منها بمساعدة القوات الامنية «.
من جهته اعلن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، يوم امس السبت، عن قرب استضافة القادة الامنيين لمناقشة ملف ناحية آمرلي .
وقال الجبوري في مؤتمر صحفي عقد بمبنى مجلس النواب، ان « آمرلي والضلوعية تشهدان حصارا منذ ما يزيد عن الشهرين، ويواجهان الارهاب بدعم ذاتي»، املاً «بعدم السماح للإرهابيين بالدخول الى مناطقهم وانه ستكون هناك استضافات امنية مختلفة لمناقشة ذلك».
وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة صلاح الدين، مهدي تقي، قد اعلن في وقت سابق عن وصول طائرتين عراقيتين محملتين بالمواد الغذائية الى ناحية «آمرلي»، مرجحا» وصول طائرات إغاثة أخرى الى الناحية خلال الساعات القليلة المقبلة».
فيما اشارت مصادر سياسية وامنية الى ان ناحية آمرلي دخلت بالفعل في منطقة الإغاثة الأميركية، وتوقعت انه في الأيام المقبلة ستكون هناك إغاثة واسعة في الناحية وفق السياقات التي اعدت لها مسبقا من قبل الحكومة العراقية والقوات الأمنية، وبإسناد طيران الجو الأميركي، مشيرين الى تواجد «تحرك للطائرات الأميركية فوق أجواء ناحية آمرلي».
يشار الى ان ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي قال في خطبة الجمعة الماضية انه يناشد «الجهات المعنية ان تعمل بجد في فك الحصار عن هذه المدينة الباسلة وإنقاذ أهلها من مخاطر الإرهابيين الذين شاهد العالم كله مدى ما يمارسونه من إجرام ووحشية بحق المدنيين عند سيطرتهم على بعض المدن الأخرى كسنجار وتلعفر وغيرهما»، مبينا ان» الإسراع بإيصال الأطعمة الى أهالي امرلي عن طريق الجو يشكل ضرورة قصوى في هذا الوقت تخفيفا لمعاناة أهلها لاسيما الأطفال والضعفاء».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة