- 1 –
حيث أنَّ الكلام يدل على المُتَكلِم فانّ من المهم للغاية أنْ يكون المتكلم بارعاً في صياغة كلامه بعيداً عن الاسفاف .
وهذا ما دعا اليه ( احمد بن دَرّاج ) حيث قال :
أَجِدْ الكلامَ اذا نطقتَ فانما
عَقْلُ الفتى في لَفْظِهِ المسموعِ
كالمرء يختبر الإناء بِصَوْتِهِ
فيرى الصحيحَ به مِنَ المَصْدُوعِ - 2 –
التمادي في الغَيّ والانفلات والمجون من أسوأ الخيارات للانسان، ولن تقوده الاّ للهوان والضياع .
قال الشاعر :
يا من تمادى في مُجونِ الهوى
سالَ بكَ السَيْلُ ولا تدري - 3 –
وقد يضيقُ صدرك وتشتبك عليك أمواجُ الهموم ،
وهنا يتقدم اليك الشاعر ويُقدّم لك الوصفة الشافية قائلا :
اذا ضاقت بك الدنيا
فَفَكرْ في ( أَلَمْ نشرحٌ )
تَجِدْ يُسرين بَعَد العسر
إنْ فكرّتَه تفرحْ
قال تعالى :
( فانّ مع العسر يسرا . إنّ مع العسر يسرا ) - 4 –
ويدعوك الشاعر المعروف ( سعد التميمي الملقب بحيص بيص) الى توقير ذوي المكانة العالية من الرجال، والابتعاد عن التعدي عليهم، لأنَّ المردودات السلبية ترتد عليك لا محالة فاسمعه يقول :
لا تُضعْ مِنْ عظيمِ قَدْر وانْ كنتَ
مُشاراً اليهِ بالتعظيمِ
فالشريفُ الكريمُ ينقصُ قَدْرَاً
بالتعدّي على الشريفِ الكريمِ
-5-
ويدعو الشريف الرضيّ – وهو العالم البصير بحقيقة الدنيا- الى الإمساك بزمام التوازن والاعتدال بعيداً عن الانهماك في فضول العيش فيقول :
حذفتُ فضولَ العيش حتى رددتُها
الى دُون ما يَرْضى به المتعفِفُ
وأملت أنْ أمضي خَفِيفَاً الى العُلى
اذا شئتم أنْ تلحقوا فَتَخَفَفُوا
-6-
ويدعوك ( الشبراوي ) الى الصفح عن الاخوان وترك الانتقام
ومن آثار ذلك أنْ تحظى بمن يصفح عنك عند اقترافك الذنوب …
فاسمعه يقول :
لا تنتقمْ إنْ كنتَ ذا قُدرةٍ
فالصفحُ مِنْ ذي قدرةٍ أصلحُ
واصفحْ اذا أذنبَ خِلٌ عسى
تلقى اذا أذنبتَ مَنْ يَصْفَحُ
-7-
والى تنقية القلب من الغِل والحسد يدعوك ابو الفتح البستي ويضمن لك العيش في دعة وأمان .
فاسمعه يقول :
انْ كنتَ ترغبُ في أَمْنٍ وفي دَعةٍ
وصفو عيشٍ بلا مَذْقٍ ولا رَنَقِ
فَفَرّغْ القلبَ مِنْ غّلٍ ومن حَسَدٍ
فالغِلَّ في القلبِ مثلُ الغِلّ في العُنُق
{ المذق والرنق : معناهما الكدر }
حسين الصدر