محطات

مهدي القريشي

في كلِ محطةٍ اقطعُ تذكرتين
اصعدُ ،
كربيعٍ بخفةِ كائن
أغمض عيني لاتجنب ضوضاء الكلمات .
*
أجساد تصعد
أجساد تهبط
تبحث عن حريتها وسط بياض معتم
وشرفاتي تنظف اسنانها كلما ذرقت غيمة تائهة.
*
تحدثني المرآة
بوصلتك مصابة بالزكام
ملابسك مازالت عند الخياط
وصوتك في الخزانة يثرثر .
اغمض عينيك لتتحرر من
كثافة الهواء
ورائحة السفر
وتأوه القطار .
*
لم أسأل نفسي عن المحطة الاخيرة
ولَم أسأل عن هبوب الرياح وعلاقتها بقبعتي الاثيرة .
انهم اجساد تتكدس
مجموعة مراثي يصدرها غراب ٌ الى العالمْ
كُتلٌ في علبة سردين
يتبادلون النعاس والسعال ،
كلمة واحدة تكفي لايقاف عقارب ساعاتهم .
*
اطلُ من شباكه
المارة كثر
والمقاعد مشغولة ،
الدخان يصطحب اللغو
يرتطما بسقف القطار
فيتساقط على راسي كأرانب مدهونة بعجين اسود
وانا مشغولٌ بحفظ ارقام التذكرتين …
*
الهواءُ مستريح على المقعد الفارغ ،
تنام تحته عصافير ملونة ،
رغم ان الليل لم يصل بعد الى سواده الداكن .
ماذا افعل واشجار البرتقال تركض وراء القطار بلا سبب ،
*
في كل محطة
يُنبؤني قاطع التذاكر ،
محطتي هي الاخرى
فتمتلئ سلتي بالارقام
أنزل ،
كخريفٍ مستعد لخلع قمصانه
عطب الذاكرة
سلته الملأى بالتفاح
نخرتها فوضى الأرقام .
*
لست واهماً
انا الوهم الذي لا يُخدع بالوهمِ …

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة