«نسيان»..معرض شخصي جديد لعلاء بشير .. اليوم

برعاية مؤسسة ثقافية في دبي

علي إبراهـيم الدليمي

يفتتح مساء هذا اليوم الأربعاء الموافق الثامن من شباط/ فبراير، المعرض الشخصي الجديد للفنان التشكيلي والطبيب الجراح الدكتور علاء حسين بشير، تحت عنوان (نسيان)، برعاية مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، حيث سيطرح تجربته الأخيرة، في ثلاث وعشرين لوحة زيتية مختلفة الأحجام.. إذ أستلهم فيها موضوعات من عالم الحيوان «الخيالي»، حيث إنتماء الحيوان لمجتمع خاص يكون فيه حراً طليقاً وهو يعيش في الغابة.. عكس الإنسان الذي يعيش في مجتمع مفروض عليه، من ناحية الأوامر والنواهي والنفاق والغيبة والنميمة.. والقتل والتهجير..!
الفنان علاء بشير منذ بداية مسيرته الفنية، إشتغل على موضوعات المفاهيم والغرائز الحيوانية والإنسانية معاً، الباطنية والدفينة، التي أثار فيها إنتباه الأخرين، فهو لا يريد أن يقدم لوحات، جمالية كلاسيكية، بقدر ما يحرص في طرح أو تقديم أفكار إستفزازية مغلفة بالسريالية الخاصة لديه، ليست سريالية دالي مثلاً، ولكنه يجسد فيها أوجاع الإنسان في أي مكان وزمان.
أخر مقالة كتبتها عن تجربة الفنان د. علاء بشير، كانت في جريدة الجمهورية، بعنوان (أفكار ميتافيزيقية بخطوط إختزالية) بمناسبة معرضه الشخصي (الأخير له في بغداد) والذي أقيم في المركز الثقافي الفرنسي ببغداد في العام 2002، تحت عنوان (تحولات خط) إختزلت (مسيرته العامة) والتي ما زالت حتى الآن، بأن الفنان علاء بشير، قدم أو بالأحرى يبث شيئاً من أحاسيسه الإنسانية المتراكمة وفق رؤية ميتافيزيقية، أو غير واقعية إن جاز التعبير، لكن بمعايير وبمفاهيم مختلفة تعتمد على التأمل والبصيرة والثقافة العامة والإطلاع الشامل.. والممارسة.
د. علاء بشير لا يبرح أن يعطي مشاهداته الباطنية الشخصية في أدق تفاصيل الحياة وتعبيراتها الرمزية. فهي النزعة الإنسانية المتصلة مع البيئة، الحياة، الناس، جزيئات الكون كافة، محاولاً أن يصيغ مفاهيمها الجديدة – الخارقة – بتحويل أو إشراك أكثر من رمز أو إشارة تعبيرية بعنصر واحد، فالسمكة لماذا لا يكون لها جناحان لكي تستطيع الطيران، مثلاً، أو.. ما شابه ذلك؟!
معان وتعابير هائلة، في عالم الطيور والزواحف والأسماك والحيوانات المتوحشة والأليفة، وهي جميعها تحمل تفاسيرها الأسطورية بالحقيقة تارة وبالخيال تارة أخرى، لتظهر بالتالي بصورة حسية (إعجازية) مستحيلة ترضي ذاته ليس إلا.. فليس هنالك ما يحول ما بين العقل الباطني أو السيطرة على براعته وما بين إفرازاته الفكرية، ومن هذا المنطلق تأتي أفكار هذا المعرض (نسيان) كإنعكاسات طبيعية بما يتمخضه العقل الباطني.
أسئلة يصنعها أو يخترعها هو بنفسه، لغرض إستثارة إنتباهاتنا بكل ثقافتنا المتنوعة وأجناسنا، بأسلوب أفكاره الأكثر صلة وإرتباطاً بطبيعة الحياة الذي يحاول أن يصيغها وفق رؤيته الخاصة، ليقنعنا بوجودها «فكرياً»!!
أفكار.. غير موجودة في الطبيعة حتماً، بل يستحيل تحقيقها، لأن تركيبها (الطبيعي – الفيزيائي) هكذا، أو لا يسمح بذلك،
فـ (الجمل) و (الغراب) والأعضاء الإنسانية كالأطراف وغيرها.. في هذا المعرض له رمزيات ورسائل إنسانية، تحثنا على أن نكون الكائنات الحية التي تحمل الروح والفكر والعقل والحياة الصحيحة التي نمشي في مناكب الأرض، ولكن ليس مع الحيوان.. أبداً..!
والفنان علاء بشير، مواليد خانقين 1939، تخرج في كلية الطب في جامعة بغداد العام 1963. ثم حصل على شهادة الاختصاص بالجراحة التقويمية – التجميلية في العام 1972 من بريطانيا. وأبرز ما تخصص به في مجال الطب هو إعادة الأطراف المبتورة منذ بداية عقد الثمانينيات ولقد ذاع صيته بعد أن أجرى عملية جراحية أعاد فيها يداً مقطوعة، في العام 1983، في مستشفى الواسطي في بغداد. فضلاً عن شهرته العالمية تشكيلياً بما قدمه من تجارب فنية متميزة.. تثير الجميع في كل معرض جديد. والذي بدأ مشواره الفني منذ العام 1958.. وما زال.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة