النقد الذاتي

  • 1 –
    قليلون اولئك الذين يستقبلون النقد الموّجَهَ إليهم بالقبول والارتياح ..،
    ذلك أنَّ حُبَّ الذات والتصورات المركوزة في ذهن صاحبها عنها لا تشجعه كثيراً على الإذعان للنقد البنّاء .
    مع أنَّ النقد البناء مهم للغاية لتقويم ما يحتاج الى تقويم على الصعيدين النظري والعملي .
  • 2 –
    ألم تسمع بما قاله الامام الصادق (ع) :
    { أَحبُّ إخواني اليّ مَنْ أهدى اليّ عُيوبي }
    وعلى هذا :
    فانّ النقد البنّاء ما هو الاّ بمثابة الهدية التي تُقدّم اليك فلماذا النفور والانزعاج ؟
    وحاشا الامام الصادق – وهو حجة الله المعصوم من الخطأ والخطيئة – انْ تعتريه العيوب، فقد صاغ كلامه بحكمة واقتدار ليدفعَ بنا نحو قبول النقد وتلافي الأخطاء والعيوب .
  • 3 –
    والجميل أنْ ينبري الانسان لمراجعة نفسه، ويمارس بنفسه عملية النقد كما صنع ( عبد الملك بن عيّاش الأزدي ) ت سنة 568 هـ – وهو أحد شعراء قرطبة حيث قال :
    عصيتُ هوى نفي صَغِيراً وعندما
    رمتْنِي الليالي بالمشيبِ وبالكِبَرْ
    أطعتُ الهوى عكس القضية ليتَنِي
    خلقتُ كبيراً ثم عُدتُ الى الصِغَرْ
    والمهم هنا :
    انه استطاع ان ينجح في كبح جماح نفسه أيام عنفوان القوة والشبابِ ولكنه فشل بعد ذلك حين تجاوز مرحلة الشباب الى مرحلة الكبر ، وخالف بذلك المعهود .
  • 4 –
    من المعيب للغاية أنْ يُسلم الكبار انفسهم للشيطان ويؤثروا الراحة على أداء الواجبات المفروضة عليهم ..!!
    وبماذا يعتذرون غداً يوم يلقون ربهم ؟
    انهم مع انكسار حدّة الشهوة عندهم قادهم الكسل الى التضييع وسوّد صحائفهم ..!!
    فلا بُدَّ أنْ يصحوا من سبات الغفلة ليتداركوا أمرهم ويغسلوا بتوبتهم ذنوبهم، وبهذا يُحسنون عواقبهم .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة