في ظل أسعار معقولة.. مع شح بالأموال بسبب البطالة
نينوى ـ خدر خلات:
يستعد اهالي مدينة الموصل وبشكل مبكر لأول عيد فطر بعد الخلاص من الفترة السوداوية لحكم تنظيم داعش الارهابي، وسط شكوى من شح الاموال بسبب البطالة بالرغم من ان الاسعار معقولة الى حد ما، فيما الشباب متشوقون لارتداء ملابس وفق اخر صيحات الموضة بعد طول حرمان بسبب قرارات داعش التعسفية.
وقال الناشط المدني والحقوقي الموصلي لقمان عمر الطائي، في حديث الى “الصباح الجديد” انه “يمكن القول ان اهالي محافظة نينوى عموما، ومدينة الموصل خصوصا، بدأوا بالاستعدادات المبكرة لعيد الفطر المبارك، كأول عيد عقب الخلاص من الفترة السوداوية من حكم تنظيم داعش الارهابي الذي استمر لنحو 3 سنوات”.
واضاف “هنالك فرق شاسع في طبيعة حركة التبضع بين جانبي المدينة، حيث ان الجانب الايمن شبه مشلول بالرغم من افتتاح بعض الاسواق هنا او هناك وسط خرائب ودمار، لكن الوضع يختلف تماما في الجانب الايسر، حيث المولات والاسواق الشعبية تفتح ابوابها منذ العاشرة صباحا، وبعضها يستمر للساعة الثانية ما بعد منتصف الليل، وهذا بسبب الاستقرار الامني وشعور الاهالي بالاطمئنان بوجود القوات الامنية العراقية”.
وبحسب الطائي فان “الاهالي والعائلات يتبضعون ويستعدون للعيد، خاصة في مسألة شراء الملابس الجديدة، حيث انهم يفضلون شراءها مبكرا خشية الازدحام الذي سيحصل بعد بضعة ايام على الاسواق عموما، وربما قد يلجأ بعض التجار لرفع الاسعار في اخر ايام رمضان ويستغلون حمى الشراء ليحققوا ارباحا فوق ما يتوقعونه”.
وتابع “على وفق رصدنا، فان الاسعار معقولة لغاية يومنا هذا، لكن للأسف هنالك شح في السيولة والاموال، وهذا بسبب البطالة المتفشية في اغلب مفاصل المدينة، خاصة المعامل والمصانع الاهلية التي كان يعتاش عليها عشرات الالوف من الشباب وعائلاتهم، واغلبها متوقفة حاليا بسبب تدمير بعضها او تضررها او نهب محتوياتها من قبل عناصر داعش او من قبل ضعاف النفوس من انتهازي الفرص في الحروب”.
ودعا الطائي “الحكومة المحلية بالموصل والحكومة الاتحادية الى الاسراع باعادة تأهيل المصانع المدمرة وتعويض اصحابها، كي تدور عجلة الانتاج بسواعد الشباب الذين يبحثون عن فرصة عمل، علما ان انخراطهم في العمل وتوفير لقمة العيش الكريم سيجنب بعضهم من السقوط في مهاوٍ لا احد يقبل بها، وينبغي بالجهات المختصة مراعاة هذا الطلب والاهتمام به بشكل جدي”.
في شارع الزهور، احد شرايين الحياة الرئيسة باسواق الجانب الايسر، هنالك ازدحام غير مسبوق في الشارع الرئيس الرابط مع حي المثنى، بسبب الطرق غير المكتملة والجسور الثانوية المتضررة بسبب العمليات العسكرية، وهذا لم يمنع مئات العائلات من التسوق استعدادا للعيد.
يقول حكمت سالم عزيز، صاحب احد اسواق لبيع الملابس والاكسسوارات ان “الاقبال على شراء الملابس الجديدة جيد جدا، وباتت حركة التبضع تقارب مستوى الشراء قبل سقوط المدينة، حيث ان محالنا تبقى مفتوحة للواحدة او احيانا الثانية فجرا”.
ولفت الى ان “تنوع البضائع يلفت انتباه المتبضعين، حيث هنالك بضائع من تركيا وسوريا ولبنان والاردن ومن مصانع في اقليم كردستان، اضافة لبضائع من بغداد، ولكل منها سعره وجودته، وهنالك محال تجارية تبيع بضائع من ارقى الماركات العالمية، ولكل سوق رواده وحسب امكانياتهم الاقتصادية”.
ونوه عزيز الى ان “الامر اللافت الذي نراه يوميا هو الكثير من الشباب الموصلي متشوقون لشراء احدث الملابس وفق اخر صيحات الموضة، حيث ان تنظيم داعش الارهابي كان قد حرمهم من هذا الحق البسيط، لكن بفضل القوات الامنية وتضحيات الشهداء، استعدنا جزءا من حياتنا”.
وتركنا السيد عزيز، ليتابع طلبات زبائنه، وسط ضجيج في الشارع وارتفاع اصوات منبهات السيارات بسبب الزحام غير الطبيعي.