مثنى البهرزي .. رحلة الفن والحياة

في عيون التشكيليين..

علي إبراهيم الدليمي

«إلى مثنى.. هناك قلب يحتاج مني شكرا مميزا.. لكني أعجز عن صياغته بالشكل المناسب لأجله.. زوجي كل الأشياء الجميلة، أصلها أنت».. هكذا قدمت الفنانة فيحاء الآغا كتابها الذي أعدته، وصدر، مؤخراً عن مسيرة زوجها الفنان مثنى البهرزي، والذي ضم نصوصا بأقلام ستة فنانين ونقاد فن، فضلاً عن أعماله الفنية وتخطيطاته بقلم الحبر، التي تنم عن موهبة متميزة في أفكاره وطروحاته، وهو يتميز بأسلوب خاص.
سأستل أقباس بعض من النصوص، كشهادات نقدية، في منجز الفنان البهرزي، حسب تسلسل ما مبوب في الكتاب: تحت عنوان (نساء حالمات … بوجوه منسية) كتب الناقد حسن عبد الحميد: «انه يرسم.. ويستنشق نسائم ريح رسوماته.. كما لو انه لا يريد أن يصحو من عوالم، توافدت إليه كأنساق لونية طرية، خضلة، مبتلة برذاذ أمطار مخيلة عامرة بأجواء ملبدة بالحكايا والإخضرار والوجوه الساهمة في هجيع صلوات وتسابيح ذاتية، مهدت لمناخات غنائية خاصة بتطاير أوراق على هيئات طيور وتقافز أسماك، بعلاقات ومقتربات تكاد تملا – بزهو رشاقة وعذوبة خفة – محتويات مشاهده المحكومة بعلاقات وجدانية لنساء حالمات لم يبارحهن الحزن الشفيف في أشد حالات الشعور بالسعادة..». بينما يكتب الناقد صلاح عباس، شهادته بعنوان: (الرسم شغف المحبة)، «تثير المنطقة الأسلوبية التي يشتغل عليها الفنان مثنى البهرزي، أسئلة (فن الموتيف) الذي يواكب النصوص الأدبية شعراً وسرداً، وصوغها على نحو بصري، وهذا السياق من العمل، درجت عليه العادة في الفنون التشكيلية العالمية والعراقية أيضاً، إلا ان البهرزي، يؤكد على رسم الخطوط الصارمة والعميقة، وكأنه يزاول حفر الخط، ليرسم ملامح وجوه واجمة، ولكنها مفعمة بالحياة والرغبات الحميمية، ذلك ان معظم الوجوه تمثل ملامح انثوية، منفذة على نحو تعبيري، إلى جانب إقصاء بعض الأجزاء والتفاصيل من الوجه..».
ويقدم الفنان ستار كاووش، شهادته، (البهرزي، جمال الخطوط وقوة التعبير)، «يبقى التخطيط هو أساس الرسم وإنجاز اللوحات الفنية، وهو النقطة التي يبني من خلالها الفنان عوالمه ومناخاته ورؤيته الإبداعية. وسواء كان التخطيط دراسة للوحة قادمة أو عملاً مكتفياً بذاته، أو حتى دراسات لمشاريع فنية، فهو يبقى أساس العملية الفنية كلها منذ رسامي الكهوف وحتى يومنا هذا..».
ويتناول الفنان دهام بدر، تجربة (البهرزي)، «وأنا أتلمس نظراتي الأولى في مجموعة هذه الأعمال (التخطيطات) والأشكال والوجوه المتعددة النظرات والمتحدث بهاجس الذكريات الجميلة وربما المعاناة أيضاً، ينتابني شعور طفولي بالتركيز في هذه الإيماءات المجردة (ظاهرها سكون وداخلها ثورة!!)».
ويشير الفنان ضياء الراوي: «الفنان مثنى البهرزي، فنان ما زال يبدع بنفس دهشته الأولى بالإنبهار بطبيعة مدينته المثمرة وسحرها الذي لا ينتهي… وقطع شوط طويل في ممارسة الرسم بكل أشكاله من خلال التجربة والإستكشاف حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم من نتائج مثمرة..».
وتحت عنوان: (توازن التكوينات الفنية الإنشائية في أعمال الفنان مثنى البهرزي) يستضيء الفنان شاكر خالد: «كما هو الحال في أعمال الفنان الثمانيني البهرزي التي تتوافر فيها قوانين الضبط التوازني كتكوينات وما يليها من أسس أخرى مكملة كالحركة، والإيقاع المتكرر الحر، والوحدة، والسيادة..».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة