الموارد المائية: أمطار الشتاء تروي مزروعات الصيف في العراق

خزين البلاد ما زال حرجاً وموجة فيضان السبت المقبل

بغداد – الصباح الجديد:

أكدت وزارة الزراعة امس الاثنين أن الخطة الزراعية للموسم الشتوي أقرت في وقت حرج، وبينما أشارت إلى أن موسم الأمطار الحالي كان له مردود إيجابي على جوانب متعددة، أعربت عن أملها في استمرار زيادة الخزين المائي بالشكل الذي سينعكس إيجابا على خطة الزراعة للموسـم الصيفـي المقبـل.
وشهد العراق خلال فصل الخريف المنصرم، والشتاء الحالي، موجات أمطار بنسب مرتفع عن السنوات السابقة، التي دفعت الخبراء للتحذير من مواسم جفاف تلقي بظلالهـا علـى الزراعـة فـي البـلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة، محمد الخزاعي في تصريحات صحفية إن “الخطة الزراعية للموسم الشتوي أقرت في وقت حرج بعد أن بدأ موسم الزراعة الشتوية بزراعة المحاصيل الاستراتيجية خاصة الحنطة، وبعد تسنم الوزير عباس العلياوي عقدت عدة اجتماعات على وجه الاستثناء لتدارك الأمر، وإقرار الخطة الزراعية، ومن ثم توسعة المساحات المزروعة، وتوفير ومضاعفة الدعم المقدم للفلاح والمزارع العراقي”.
وأوضح الخزاعي، أن “المواسم الثلاثة الماضية كانت صعبة، حيث قلّة الأمطار والاطلاقات المائية من دول الجوار، وتناقص المخزون المائي بالشكل الذي هدد حتى توفير مياه الشرب، لذلك كانت مسألة تحدٍ في كيفية الموازنة بين هذه المتطلبات والواقع الموجود”.
وأضاف: “لذلك أُقرت الخطة وبواقع مليون ونصف المليون دونم للأراضي الزراعية التي تسقى سيحا من مياه الأنهر بشكل مباشر، ومليون و100 ألف دونم للبساتين الزراعية، وخصصت لمحافظة ديالى ومنطقة العظيم حصة إضافية بمقدار 38 ألف دونم، وكذلك التوسع في زراعة المساحات الصحراوية التي تعتمد على مياه الآبار”.
وتابع المتحدث باسم وزارة الزراعة، “وكان هناك عدة ملاحظات من وزارة الموارد المائية، باعتبار أن ذلك يهدد الخزين المائي العراقي، ولكن المصلحة العليا تطلبت التوسع في زراعة المساحات الصحراوية لتلافي النقص الحاصل في المساحات الأخرى، لذلك أُقرت بواقع 4 ملايين دونم للمساحات الصحراوية التي تسقى بمياه الآبار”.
وبيّن، “وكان ذلك رأي الوزير والكادر المتقدم في الوزارة، وأقر ذلك في هيئة الرأي، ومن ثم حصل تنسيق مع وزارة الموارد المائية، وعرض الأمر على مجلس الوزراء لينال الموافقة ومن ثم المباشرة، وحدد يوم 25/11 لاعادة النظر في هذه الخطة حسب واقع الأمطار الموجودة، والاطلاقات المائية من دول الجوار”.
وأردف الخزاعي، “وحينما حصلت كميات مطرية فاقت السنوات الماضية – حيث كان موسم الأمطار مبشرا ولا زال كذلك – تمت إضافة مليون دونم للأراضي الزراعية التي تسقى سيحا، ونتيجة لذلك توسعت المساحات الزراعية، وكانت الأمطار ذات مردود إيجابي على مجمل الجانب الزراعي، وكذلك على الجوانب الأخرى البيئيـة والصحيـة”.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الزراعة، “حيث ساهمت الأمطار في زيادة مياه الأنهار، وبالتالي تحسنت الثروة السمكية الموجودة، وتثبيت التربة والكثبان الرملية، وتقليل العواصف التي كانت تجتاح العراق بين الحين والآخر، وغيرها الكثير من الفوائد، وما نأمله هو استمرار زيادة الخزين المائي العراقي بالشكل الذي سينعكس إيجابا على خطة الزراعة للموسم الصيفـي المقبـل”.
وتابع، “خاصة في المحافظات الشلبية، وتحديدا في محافظة النجف، ومحافظة الديوانية التي عانت في السنوات الماضية من تقليص المساحات المزروعة، ونأمل أن يتم اقرار زيادة هذه المساحات بالشكل الذي نجنيه فائدة، لأن محصول الشلب هو محصول استراتيجي وهام للدولة والمواطن”.
على صعيد متصل أفادت وزارة الموارد المائية امس الاثنين أن خزين العراق المائي، لا يزال حرجا ومتدنيا حتى الآن في ظل الحقائق والمؤشرات المتوفرة، كاشفة عن أملها بأن تسهم موجات الأمطار المقبلة التي ستهطل شمال البلاد نهاية الشهر الجاري في تعزيز الخزين المائي للبلاد.
وقال مدير عام الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل في الوزارة أحمد كاظم في تصريح صحفي، إن “الخزين المائي في السدود والخزانات، ما زال متدنيا وحرجا، مبيناً أن الوزارة تعول على موجات الأمطار المتوقع هطولها خلال الأشهر المقبلة القليلة المتبقية، لتعزيز الخزين”.
وبين المدير العام أن “هطول الثلوج شمال العراق، لم تتجاوز كمياته حتى الآن الـ 25 بالمئة مقارنة بما هطل للمدة ذاتها من العام الماضي،” مشيرا إلى “وجود مؤشرات بحدوث أمطار وموجة فيضان شمال العراق في الـ 28 من الشهر الجاري وتحديداً شمال نينوى وصلاح الدين وكركوك ستكون لها أهمية كبيرة في زيادة الخزين المائي لسدي الموصل وحديثة، لمواجهة الاحتياجات المائية للموسم الصيفي المقبل.
وكشف كاظم عن أنه تمت الاستفادة من الأمطار الهاطلة بالمنطقتين الوسطى والجنوبية، في إنعاش الأهوار، وتأمين الحصص المائية لمحصولي الحنطة والشعير، موضحاً أن الوزارة وضعت خططاً لتأمين الرية الثالثة لمحصول الحنطة بعد هطول الأمطار خلال الشهر المقبل، وفي حال عدم هطول الأمطار سيتم استخدام الخزين المائي للسدود.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة