تجارة الموبايل تزدهر في البلاد والمواطنون لا يملكون منه فكاكاً

اسعاره رخيصة والصين المورد الأكبر

بغداد – سمير خليل:
الموبايل، هذا الجهاز الصغير صار يشكل عالما خاصا في حياتنا، يلازمنا كظلنا، تعودنا عليه لدرجة لا نستطيع الفكاك منه، بسبب حاجتنا للتواصل مع من نريد ونحن في اي مكان او وضع خاص، لذلك لا يمكن ان نواصل حياتنا وفعالياتنا اليومية بدون الموبايل.
وعند الحديث عن هذا الجهاز الصغير العجيب لابد ان نطوف قليلا في تاريخ الاتصالات الهاتفية في العراق حيث تذكر المصادر ان اول خدمة هاتفية الى العراق كانت في عام 1910لاغراض معينة ومحددة، عام 1919 نصبت في بغداد بدالة يدوية صغيرة قرب جامع الامام الاعظم في الاعظمية ربط بها عدد من الخطوط الخاصة بالدوائر الرسمية، كما نصبت بدالة في البصرة عرفت ببدالة العشار.
بعد تأسيس الدولة العراقية عام 1921 كان بيت توفيق السويدي (رئيس وزراء العراق سابقا) هو اول منزل يدخله الهاتف في بغداد وحصل على الرقم 1وكانت طريقة الاتصال تتم بتدوير القرص لكي يتصل بالبدالة ويكون مأمورها مسؤولا عن الحصول على الرقم المطلوب، اما عن المكالمات التلفونية العمومية فقد وضعت في شارع الرشيد ببغداد دائرة بريد باب الآغا قرب جامع مرجان في نيسان عام 1927 بسبب عدم اقبال المواطنين على نصب الهواتف في منازلهم ومتاجرهم.
وبتقادم السنين توفرت خدمات الاتصال والبريد في العراق كما توفرت شبكة الانترنيت عن طريق المراكز أوعن طريق مودم الهاتف، والاتصالات اللاسلكية أيضًا كانت موجودة ولم يسمح باستخدامها إلا في نطاق ضيق من مجال القيادات فقط باستخدام هواتف الثريا المرتبطة بالأقمار الصناعية، لغاية العام 2003 وسقوط النظام البائد حيث دخلت خدمة الإنترنت والاتصالات اللاسلكية للعراق وأصبحت في متناول الجميع.
وللحديث عن اجهزة الموبايل كسلعة تجارية التقينا السيد فؤاد فاهم صاحب أحد محال بيع اجهزة الاتصالات ليحدثنا عن هذه التجارة فقال:
تجارة اجهزة الاتصال (الموبايل) في تزايد لانه أصبح حاجة اساسية للناس تضاهي الحاجة لمتطلبات الحياة الاساسية، لايوجد بيت يخلو من الموبايل، لاتوجد عائلة لايملك افرادها جهاز موبايل، ماساعد على هذه الحاجة هي ظروف الحياة التي نعيشها والتي تتطلب تواصل الجميع بسبب الوضع الامني والاقتصادي وكلها ترتبط بالموبايل، خصوصا اذا كان الامر مرتبط بالعمل”.
ويضيف: اقتناء الموبايل لم يعد مقتصرا على الكبار بل أصبح في متناول الشباب وحتى الاعمار الصغيرة، في المدارس مثلا أصبح ضرورة ملحة لطلبة المرحلتين المتوسطة والاعدادية بسبب قلق الاهالي مما يوفر الموبايل فرصة للتواصل بين الطلبة وذويهم لذلك أصبح الموبايل وسيلة اطمئنان الاهل على اولادهم وبناتهم”.

*ما مناشىء استيراد الموبايل؟
المنشأ الاهم الذي يزود الاسواق العراقية بهذه الاجهزة هو الصين ولايوجد مكان آخر يضاهيه، لان الصناعة الصينية ككل غزت اسواق العالم وليس على مستوى الموبايل فقط، حتى امريكا التي تمتلك شركة آيفون الشهيرة فان خطوط انتاجها تكون في الصين لقلة تكلفة الانتاج، خطوط صناعية هائلة في الصين اهلتها لتكون الدولة الاولى بصناعة الموبايل”.

*وكم تتراوح اسعاراجهزة الموبايل في العراق؟
اسعار الموبايل مختلفة بحسب النوع والحداثة، مثلا سعر جهاز الآيفون الشركة العالمية المعروفة يصل ل1300 دولار في حين يكون ادنى سعر في الاجهزة الصينية كالانفلكس مثلا بين 80 او 90 ولايتجاوز ال100 دولار، وهناك المجدد الاقل سعرا بحدود 40 او 50 دولار”.
ويضيف: للموبايل عمر محدد تقريبا من أربع الى خمس سنوات، في حين كان للموبايل عمر اطول في السنوات السابقة، اليوم الموبايل الذي يصلنا عمره محدد والاجهزة الاخرى

*من اين تحصلون على بضاعتكم وكيف هي الاسعار مقارنة بالدول المجاورة؟
الاستيراد يتم عن طريق التجار، كما في سوق زيونة مثلا او عن طريق الشركات مثل شركة بي سي آي او شركة الجبال وتصل الينا عن طريق وكلاء الذين يتجولون ويعرضون بضاعتهم علينا، اسعار الموبايل عندنا ارخص من باقي الدول بسبب غياب التعرفة الكمركية والاستيراد لايخضع للسيطرة النوعية، لذلك فالدول المجاورة تشتري منا وتباع هناك بسعر اكثر”.

*وماذا عن علاقة الموبايل بالحاسوب؟
الموبايل طغى على كل الاجهزة، صار يضاهي الحاسوب ويتفوق عليه، حتى التاب غطى على الحاسوب، بالمقارنة فان الموبايل صغير الحجم وسهل الحمل كما انه يعطيك ما تريد من المعلومات وبتقنية حديثة وربما ببرامج أحدث، كل ما تحتاجه مثلا من معلومات تستقيها من الغوغل عن طريق الموبايل، الحاسوب انحسرت اهميته باستثناء من يريد ان يكتب او يعد موضوعا او تقريرا مكتوبا، بالنسبة لنا نستعين بالحاسوب في اعداد برامج الموبايل فقط”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة