-1-
انعكست الثقافة القرآنية على شعر الكثير من الشعراء فأضفت عليه جمالاً وحسنا.
-2-
والثقافة القرآنية ينبوع لا ينضب وليست هي محصورةً في نطاق الشعر والشعراء وانما هي متاحة لنا جميعا.
-3 –
قال الشاعر:
ألم تر أنَّ الله قال لِمَريَمٍ
وهزّي اليك الجزع يسّاقط الرُطَبْ
ولو شاءَ أن تجنِيه مِنْ غير هَزِّهِ
جَنَتْهُ ولكنْ كُلّ رزقٍ لهُ سَبَبْ
انّ الذي يعتمد على الأماني وحدها لنيل الرزق ويترك العمل يُعرّض نفسه لمخاضات صعبة يمكن أنْ يتلافاها بالسير على المنهج السليم الذي يقوم على حصد ما تزرع، فاذا ما توانيتَ عن الزرع داهمتك التحديات والأزمات.
-4-
قال تعالى :
(فاستقم كما أُمرت )
هود /112
والاستقامة : هي الثبات على خط الطاعة لله بعيداً عن الاستجابة لدواعي الهوى .
قال الشاعر :
ما إنْ دعاني الهوى لفاحشةٍ
الاّ عصاهُ الحياءُ والكرمُ
فلا الى محرم مددتُ يدي
ولا مَشَتْ بي لِرِيبةٍ قَدَمُ
وقال كاتب السطور منذ عقود طويلة من الزمن :
لا لن أطيعَ هوى نفسي فلستُ فتىً
يَعْصي الالهَ ومقتُ الشر مِنْ شِيمي
ولا أبيحُ لنفسي أيَّ معصيةٍ
اذْ كل مَعْصيةٍ تُفضي الى الندم
-5-
قال تعالى :
( ان النفس لأمارّة بالسوء )
يوسف /25
وقال الشاعر :
قلبي الى ما ضرّني داعي
يُكثرُ أحزاني وأوجاعي
كيف احتراسي مِنْ عدوي اذا كان عدوي بين أضلاعي
انّ هوى النفس هو أخطر الاعداء.
-6-
قال تعالى :
( ان الابرار لفي نعيم وان الفجّار لفي جحيم )
الانفطار 13 -14
قال الشاعر :
وما المرء الا حيث يجعل نفسه
ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
-7-
قال تعالى :
( ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية )
البينة /7
قال الشاعر :
واذا افتقرت الى الذخائر لم تجد
ذخراً يكون كصالح الأعمالِ
-8-
وقال الشاعر :
دع الخيانات ولا تَأْتِها
تحظَ بأموال الورى كُلِّها
والله قد قال بقرآنِهِ
( ادوا الامانات الى أهلها )
ولقد شاعت الخيانة وقلّ أهل الأمانة الى حد بعيد – وللاسف الشديد –، لاسيما في العراق الجديد، الذي أصبح فيه المال العام نهبا للسلطويين يلتهمونه التهاما غير عابئين بِدِين أو ذمة أو اخلاق .
هذا غيض من فيض
ولن يستطيع الباحث ان يحصي الموارد التي انعكست فيها الثقافة القرآنية للشعراء لكثرتها وشيوعها
وما ذكرناه لا يخرج عن بعض الشواهد في هذا الباب .
نسالة تعالى ان يوفقنا للاستنارة بنور القرآن ويجعلنا ممن يقيم حدوده وأحكامه ويلتزم بآدبه ومفاهيمه انه الموفق والمعين .
حسين الصدر
على الشعر العربي مغلقة