مع تزايد اعدادها وتوجه بعض الفنانات والاعلاميات لامتلاكها
بغداد – زينب الحسني:
تشهد العاصمة بغداد تزايداً بأعداد مراكز التجميل التي لم تعد تستقبل النساء فقط، بل هناك العديد من الرجال يلجأون للخضوع إلى عمليات جراحية تندرج بمعظمها ضمن خانة ترميم الندوب وأثار الحوادث وادخال تعديلات على مواضع مختلفة من الجسم والوجه، من قبيل شفط الدهون وتجميل الأنف وغيرها.
وعلى الرغم من الإقبال المتزايد على تلك المراكز وشيوعها في البلاد، لكن الآونة الاخيرة شهدت العديد من الاخطاء الطبية التي تسببت بكوارث انسانية مما دفع نقابة الاطباء لامهال سبعة وثلاثين مركزاً تجميلياً من بينها التي ذاع صيتها، “اسبوعا واحدا” لتقديم شهاداتها ووثائقها التي تثبت امكانيتها وقدرتها على ممارسة تلك المهنة وإلا ستتعرض للغلق.
هديل كريم تحكي عن تجربتها الفاشلة مع الحقن التجميلية، التي أدت إلى تشويه ملامح وجهها الناعمة، وتبديلها بأخرى أكثر خشونة لا تتلاءم مع حجم وشكل وجهها، مما سبب لها عزلة حادة لحين انتظار انتهاء الجمال المؤقت وعودة ملامحها إلى طبيعتها، متحدثة بحسرة وألم عن جمالها الطفولي والبريء الذي ضيعته الحقن.
عاملون في بعض مراكز التجميل في بغداد قالوا إن الإدمان على التجميل هو الذي يمكن أن يشوه ملامح الفتيات وليست العمليات التي تجري بشكل طبيعي وغير مبالغ فيه، وبحسب خبيرة التجميل هند الجبوري، إن عامل الغيرة قد حول هذه العمليات إلى موضة تشبه شراء “الإكسسوارات” أو الملابس الجديدة.
وبينت الجبوري لـ الصباح الجديد ان:” عمليات التجميل ليست سهلة، سيما وان كل منطقة بالجسم مرتبطة بخلايا حساسة جدا”. مؤكدة أن الطبيب الذي يقوم بهذه العمليات يجب أن يكون حاصلا على الدكتوراه وخبرة لا تقل عن خمس سنوات في المجال حتى يقوم بعملية صحيحة ونسبة الخطأ فيها شبه معدوم.
مختصون وباحثون اجتماعيون حذروا من مغبة التمادي في المبالغة بعمليات التجميل وتبديل الوجوه بأخرى أكثر جمالا، وبلوغ الظاهرة مرحلة خطيرة لتشمل حتى بعض الرجال، حيث بات الكثيرون منهم يبحثون عن شباب دائم، إلا أن عددا لا يستهان به منهم تشوهت ملامحهم وباتت غير مقبولة اجتماعيا.
ندى قاسم عاملة في احدى مراكز التجميل قالت، الكثير من الحالات التي تعرضت للتشوه تردنا يومياً جراء حقن الفلر والبو توكس في الصالونات الشعبية والمنازل وعمليات شفـط الدهـون وتجميـل الانـف وقـص الاجفـان الفاشلـة “.
واضافت قاسم، ان أكثر الحالات المتعرضة للتشوه هي حالات حقن الشفاه بالفلر، حيث ان أغلبهن تصبح شفاههن متحجرة ومتورمة ونحن نعمل على اذابة الفلر الرخيص واستخراجه.
وطالب عدد من المواطنين وزارة الصحة باتخاذ الاجراءات بحق الصالونات ومراكز التجميل غير المرخصة وتشكيل لجنة لغلقها بعدما سببت الكثير من حالات التشوهات والامراض.
فيما برزت ظاهرت توجه نجمات عديدات في مجال الإعلام المحلي والفنون، الى امتلاك مراكز خاصة بهن، وقد دخلن على خط العمل التجاري، لأنه رائج ويحقق أرباحاً جيدة.
وفي هذا الإطار، تقول هيا عامر التي تعمل في مركز تجميل في حي المنصور ببغداد ان مراكز التجميل أصبحت من أهم المشروعات التجارية المعروفة والرابحة، موضحة أن، هذه التجارة باتت تنتشر في كل مكان. وعلى الرغم من ذلك، فان تكاليف عمليات التجميل لا تشهد أي انخفاض بل تستمر بالارتفاع، وذلك بسبب دخول الأجهزة الطبية الحديثة. وتضيف ان، الزبونات معظمهن من المحافظات، وسط تراجع في إقبال نساء بغداد على المراكز، شارحة أن، أكثر العمليات المطلوبة هي الفيلر والبوتكس ونحت الجسم وإزالة الشعر وشد الوجه.
وتابعت عامر قولها ان المؤسسات الصحية الحكومية لا تقدم الخدمات التجميلية للمواطنين بخلاف ما هي الحال في البلدان المتطورة، لذلك بات التوجه نحو المراكز التجميلية الخاصة. أمرا طبيعيا.