عودة منتظرة لصفاء هادي

لم تكن المسيرة الاحترافية للاعب منتخبنا الوطني صفاء هادي (22 ربيعاً) في الدوري الروسي سهلة ولم تحقّق النجاح الذي توقعه المتابعون لهذا اللاعب الشاب في بلاد الصقيع. الدوري الروسي على الرغم من المتابعة والتغطية الضعيفة على مستوى الصحافة والإعلام العربي إلا انه يعد واحداً من الدوريات الأوروبية القوية وتعتمد الأندية الروسيَّة التي يعود البعض منها لمؤسسات الدولة والبعض الاخر ينتهج طرق الاستثمار والشراكة مع الشركات المختلفة. خاض صفاء هادي في الموسم المنصرم 4 مباريات في (البريمير ليغ) بواقع 56 دقيقة بالمجمل، ونال بِطاقة حمراء في إحدى المباريات وغرمته الإدارة مالياً وعندما سُئل مدرب الفريق انذاك تالالايف عن إبعاد صفاء اجاب: “انه لاعب صغير السنّ ولا يمتلك الخبرة الكافية ولن اعاقبه ويكفي ان الادارة قد غرمته جراء البطاقة الحمراء”.
ولم تكن بداية الموسم الجديد في (الدوري الوطني) – الدرجة الثانية بعد (البريمير ليغ) بالنسبة لصفاء هادي سهلة، فالمدرب الجديد ايغر اوسينكين لم يضعه في القائمة الأوَّلية وفي الوقت ذاته تعرض صفاء للإصابة. يوم أمس تابعت موقع نادي “كريليا سافيتاف” على شبكة الإنترنت وفرحت عندما رأيت صورة صفاء ضمن قائمة الفريق مرَّة أُخرى. ومن المؤمل ان يكمل صفاء الدوري بعد استراحة الدوري. خاض الفريق في هذا الموسم 26 مُباراة ويشغل حالياً المركز الثاني بعد “نيشني نوفوغورد” برصيد (55) نُقطة، ويتالف هذا الدوري من 22 نادياً.
كما ضمتْ قائمة “كريليا سافيتاف” المحترفين غاتسكان (مالدوفا)، غينسار (مالدوفا)، مهدي زيفان (فرنسا)، فضلاً عن صفاء هادي “العراق”. نتطلع لعودة صفاء هادي باللعب في هذا الموسم وان ينافس بقوَّة من أجل الحصول على ثقة المدرب وان تكون مدينة سامارا محطة للانتقال لنادٍ أفضل في الدوري.
سؤالي: هل اختلاف الاجواء تؤثر على اللاعب العراقي؟ وهل يكسب صفاء هادي خبرة الاحتراف في أوروبا ويضع قدماً في القارة العجوز؟ وهل سيسهم الدوري الروسي بصقل إمكانيّة صفاء هادي؟
أخيراً، ان التجربة الأوَّلى في حياة الإنسان قد لا تكن ناجحة، لكن في الوقت ذاته يكسب منها الكثير بطريقة التعامل، دخول الأجواء، اعتماد أساليب جديدة، المنافسة الذاتية وتطوير الذات، البحث عن طرق للوصول إلى مكانة أفضل. وبالتأكيد، ان احتراف أكبر عدداً من لاعبينا في دوريات أفضل من دورينا ستعود بالنفع والفائدة للاعب والمنتخب الوطني وستجعل من منتخبنا منافساً قوياً في آسيا وننتظر نجاح المحطات الاحترافية الأُخرى للاعبينا في الوطن العربي وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

أحمد عبدالكريم حميد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة