نقابة الفنّانين تؤبّن علي سالم في أربعينيته

بغداد – كوكب السياب:
أقامت نقابة الفنانين العراقيين بمقرها، جلسة تأبينية للفنان الراحل علي سالم، بمناسبة أربعينيته.
وشهدت الجلسة، قراءة آيٍ من القرآن الكريم على روح الفقيد، وتقديم “فراكيات” بصوت القارئ قيس الأعظمي، فضلاً عن شهادات لعدد من الفنانين من زملاء الراحل.
وقالت الفنانة بشرى سميسم، التي أدارت الجلسة، إن “الحديث عن الراحل علي سالم يعني لي حسرات حارقة وحزنا عميقا يعصف بي، فمنذ غادرنا إلى غاية اليوم ما يزال هذا الولد الطيب، الخجول جداً، النقي جداً، ماثلاً أمامي”، مضيفة: “علي سالم سيرة قصيرة موجعة لا يمكن أن نفصلها عن وجع وألم وحزن هذا البلد”.
وتحدّثت سميسم، في كلمتها، عن سيرة الراحل، مستذكرةً بعض من محطات حياته وفنه، وما قدّمه في الجلسات الثقافية التي تقام في الأروقة الثقافية العراقية، من خلال إسهاماته الفعالة في إحياء هذه الفعاليات عزفاً وغناءً.
وانتقدت سميسم ما وصفته بـ “جفاء من أحسن إليهم علي سالم”، مستنكرةً عدم حضور الكثير من الشخصيات الثقافية القائمة على عددٍ من الملتقيات، إلى جلسة تأبين الراحل الأولى التي أقامها الحزب الشيوعي، والثانية التي أقيمت بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيله، والتي أقامتها نقابة الفنانين.
من جهته أشار الملحن محسن فرحان إلى أن “الفنان علي سالم كان عصامياً، عزيز النفس، ولم يكن يتقبّل أن يُقدم له مالاً مقابلَ ما كان يُقدمه من إسهامات غنائية في الجلسات الاحتفائية التي تقام هنا وهناك”، لافتاً إلى أن “سيرة الفنان الراحل ستُخلد لأنه قدّم فناً حقيقياً وترك بصمة مؤثرة في الوسط الفني”.
وأضاف فرحان، إن “فقيدنا عانى الظلم كثيراً، ولم يحصل على فرصته الحقيقية التي يستحقها”، مبيناً أن “الكثير من زملائه وأصدقائه كانوا مقصّرين معه أثناء أزمته الصحية، وأنا واحد منهم، لذلك أقدّم اعتذاري الكبير لروحه الحاضرة أبداً معنا”.
من جهته استدعى الفنان زياد الأمير بعضاً من شواهد وأسباب آلت إلى بقاء الفنان الراحل علي سالم بعيداً في الظل، وعدم دخوله عالم الشهرة”، مؤكداً أن “ذلك يعود إلى أسباب نفسية واجتماعية تخص الفنان نفسه”.
ورغم ذلك، يرى الأمير أن “الفنان علي سالم ترك أثراً كبيراً وبصمة حقيقية من خلال توثيقه الغناء العراقي الأصيل”، منوهاً إلى أنه “قدّم باقة من أجمل الأغاني العراقية بصوته ليستعيد من خلال ذلك عبق الجمال الأخاذ لهذه الأعمال وتقديمها بحلّة رائعة إلى المتذوّق”.
وعُرض خلال الجلسة التأبينية فيلم قصير عن حياة الفنان علي سالم أُعد من قبل القائمين على الجلسة.
وكان الفنان الراحل تعرض إلى إصابته بجلطتين دماغيتين في العام الماضي، أُقعد على إثرهما الفراش، قبل أن يغادرنا بصمتٍ في التاسع والعشرين من شهر تموز الماضي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة