برنامج الأغذية العالمي يحذر من انعدام الأمن الغذائي في أفغانستان
الصباح الجديد ـ متابعة:
وصل الرجل الثاني في الحركة الملا عبد الغني برادر إلى العاصمة الأفغانية لتشكيل “حكومة شاملة” بينما ما زال عشرات آلاف الأفغان يسعون إلى الفرار من بلدهم عبر جسر جوي “صعب” اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه لا يضمن “نتائجه”.
وكان الملا برادر عاد إلى أفغانستان امس السبت بعد يومين على إحكام طالبان سيطرتها على البلد، قادما من قطر حيث كان يقود المكتب السياسي للحركة. وقال قيادي كبير في طالبان لوكالة فرانس برس إن برادر “حضر إلى كابول للقاء قادة جهاديين وسياسيين من أجل تشكيل حكومة شاملة”.
وبرادر كان أول قيادي كبير في الحركة يعود علنا إلى أفغانستان منذ أن أطاح تحالف تقوده الولايات المتحدة طالبان من الحكم في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
واعترف بايدن في كلمة في البيت الأبيض كانت ثاني خطاب متلفز له خلال بضعة أيام “لا أستطيع أن أعد بما ستكون النتيجة النهائية” ولا أنه لن يكون هناك “خطر وقوع خسائر” بشرية، مؤكدا أن حلفاء واشنطن لا يشككون في “المصداقية” الأميركية في هذه العملية.
وأعلن أنه تم إجلاء 13 ألف شخص من قبل الجيش الأميركي منذ 14 آب/أغسطس. واستقل آلاف آخرون طائرات خاصة قدمت من دول أوروبية وبريطانيا.
ومعظم الذين تم إجلاؤهم رعايا أمريكيون سمحت لهم طالبان بالدخول. لكن العديد من الأفغان وخصوصا الذين عملوا لحساب الولايات المتحدة ويحملون تأشيرات هجرة خاصة (اس آي في) لأنفسهم ولأقاربهم لا يستطيعون الوصول إلى المجمع الذي يتولى ضمان أمنه أكثر من خمسة آلاف جندي أميركي.
واضطر الجيش الاميركي الجمعة لنشر ثلاث مروحيات لنقل 169 اميركيا لم يتمكنوا من الوصول الى المطار من فندق في كابول ، ولا يزال هناك كثيرون عالقون بين نقاط التفتيش التابعة لطالبان والأسلاك الشائكة التي أقامها الجيش الأميركي بانتظار رحلة بيأس.
وفي مواجهة الانتقادات والخلافات التي تهز الولايات المتحدة منذ الانتصار الخاطف لطالبان، تولى الجيش الأميركي الإعلان عن أخباره الجمعة بنشر مختارات من الصور تظهر جنوده يعتنون بأطفال أفغان رضع وصغار في المطار. وشدد الناطق باسم البنتاغون جون كيربي على “تعاطف” الجنود.
وتم تعليق عمليات إجلاء المدنيين لساعات الجمعة بسبب امتلاء القواعد الأميركية في الخليج وخصوصا في قطر حيث يتواجد آلاف اللاجئين.
وحصلت الولايات المتحدة على ضوء أخضر من برلين لإرسال بعض الذين تم إجلاؤهم إلى ألمانيا حيث تملك واشنطن العديد من القواعد العسكرية بما في ذلك قاعدتها الكبيرة في رامشتاين ومستشفاها العسكري المهم.
قال الاتحاد الدولي للصحافيين الجمعة إن “الذعر والخوف” يسودان بين الصحافيين الأفغان خصوصا بين النساء، مشيرا إلى أنه تلقى “مئات طلبات المساعدة” من متخصصين في مجال الإعلام في أفغانستان.
وحذرت المنظمة الدولية التي أنشأت صندوقا خاصا لمساعدة هؤلاء، من أن مراقبتها “للوضع على الأرض، والطلبات الكثيرة (للحصول على) دعم طارئ، تكشف عن حالة من الذعر والخوف داخل مجتمع الإعلام الأفغاني”.
وقال جيريمي دير نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين في بيان “تلقينا المئات من طلبات المساعدة إما للإجلاء وإما لمساعدة مَن انتقلوا من مقاطعة أفغانية إلى أخرى هربا من التهديدات”، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الصحافيين الذين يحاولون الفرار من البلاد هم من النساء. وأقدم عناصر من طالبان يبحثون عن صحافيّ يعمل لحساب “دويتشه فيله” ويقطن حالياً في ألمانيا، على قتل أحد أفراد عائلته بالرصاص الأربعاء في أفغانستان وإصابة فرد آخر بجروح بالغة، على وفق ما ذكرت الوسيلة الإعلامية الألمانية على موقعها الإلكتروني. من جهتها قالت لجنة حماية الصحافيين وهي منظمة غير حكومية مقرها نيويورك، الأربعاء إن طالبان فتشت هذا الأسبوع منازل “أربعة صحافيين وعاملين” في قطاع الإعلام. وأشارت اللجنة إلى وقوع أعمال عنف ضد العديد من الصحافيين الذين كانوا يغطون تظاهرة في جلال اباد في ولاية ننغرهار (شرق).
على صعيد متصل أعلنت ممثلة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان ماري-إيلين ماكغرورتي أن “شخصاً من كل ثلاثة أشخاص” يعاني من انعدام الأمن الغذائي في هذا البلد بسبب عوامل عدة مرتبطة بالحرب في البلاد وتداعيات الاحترار المناخي.
وشرحت المسؤولة في أثناء مقابلة أجرتها معها وكالة فرانس برس عبر الهاتف من كابول، أنها تريد البقاء في البلاد والحفاظ قدر الإمكان على نشاط برنامج الأغذية العالمي إزاء السكان الأكثر هشاشةً بسبب تمرد حركة طالبان وانتصارها في النزاع ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين.
فإضافة إلى النزاع، يعاني الأفغان من أزمة غذائية حادة. وقالت المسؤولة إن العام 2021 كان “سيكون عاما صعبا للغاية في الأساس”. ، إلى جانب التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 “يعاني البلد من موجة جفاف هي الثانية في غضون ثلاث سنوات. ولم يتعاف السكان كليا من عواقب الجفاف في 2017-2018” على حد قول ماكغرورتي.