محمود بهاء .. بطل بغداد أبتلعته مياه دجلة، ونعته الأوساط الرياضية بصمت

حلم بمحو آمية السباحة بين الأطفال والشباب

بغداد ـ وداد إبراهيم :

نعت الأوساط الرياضية العراقية قبل أيام البطل الرياضي (محمود بهاء الدين البياتي) لاعب المنتخب الوطني للسباحة وبطل العراق في سباحه الصدر والبالغ الخامسة والعشرين من عمره، الذي توفي وهو يشق مياه دجلة سباحة ما اثار استغراب عائلته وأصدقائه ومحبيه من فرق الشباب والأطفال الذين تلقوا منه دروسا في السباحة في مياه دجلة من خلال دورات كان يقيمها مع أصدقائه على ضفاف النهر وفي المسابح.
مدرب في أبو ظبي ومعلم لذو الاحتياجات الخاصة والايتام
مثل المنتخب الوطني للسباحة من فئة الاشبال الى فئة المتقدمين لعدة سنوات وكان يحصد المرتبة الأولى في المنافسات لما يتميز به من خفة ورشاقة وكفاءة في رياضة السباحة التي اتقنها منذ طفولته، وقد حصد بطولة العرب للسباحة في الأردن وبطولة الخليج التي جرت في الكويت بالإضافة الى كونه مدرب المنتخب الوطني للسباحة لذوي الاحتياجات الخاصة في دبي ومدرب السباحة في نادي الاعظمية الرياضي والشرطة والجيش والقوة الجوية والشباب ونادي اليرموك، وهو أحد المدربين المجانيين للأطفال الايتام ومدرب دورة السباحة التي أقيمت على روح الشهيد (عمر الكبيسي) الطفل الذي توفي غرقا في مياه دجلة وعلى ضفاف الاعظمية.
تحدث لنا اللاعب الدولي ومدرب السباحة (ساري عبد الله صالح) عن الفقيد وقال: عاش البطل الرياضي (محمود بهاء الدين) طفولته في منطقة الاعظمية قريبا من ضفاف دجلة، يقضي معظم وقته امام النهر فتعلم السباحة وهو في الابتدائية وصارت هذه الرياضة حبه وعشقه فاجتهد بالتدريب وحرص على التواجد يوميا خلال فترة الصيف حتى يدخل الشتاء فيترك النهر ويكمل مشواره في المسابح المغلقة فعرف البطولة منذ صغره في منافساته مع أصدقائه، وكان يشجع الجميع على تعلم رياضة السباحة ويعتبر الجهل وعدم المعرفة بهذه الرياضة تشبه الامية في التعليم، بالأخص حين يعلم بغرق الأطفال او الشباب في مياه دجلة ويقول:» اريد ان اعمل بجهد على محو امية السباحة وتكون لي مدرسة مجانية يدخلها الجميع من اجل إشاعة ثقافة العناية بالجسد والروح وابعاد شبح الخوف من الماء والغرق»، ويبذل محاولات لاستقطاب لاعبين وزجهم في المنتخبات الوطنية من خلال تشجيعهم والاجتهاد في تدريبهم، لذا استطاع ان يخلق جيل وفرق من الابطال يراوده إحساس عالي بالمسؤولية تجاه كل طفل او شاب يقوم بتدريبه ويحرص على ان يجعل منه محترفا وقد اخذت منه السباحة كل الوقت والجهد فترك دراسته في المدرسة وانشغل بالتدريبات ودروس السباحة الا انه قرر ان يكمل دراسته المتوسطة بالتقديم للامتحان الخارجي لهذا العام لكن شبح الموت ترصده فكانت نهايته في مياه دجلة تلك المياه التي أحبها وعشقها.
ظل رابط الجأش لا تأخذه نشوة الفوز
وتابع: ظل محمود رابط الجأش لا تأخذه نشوة الفوز والانتصار ظل معتدل السير على دربه في الرياضة ويعمل بإيجابية وتواضع ليصل الى مبتغاه وليصل الى حقيقة قوته وقدرته على العطاء المتجدد في تعليم الأطفال على السباحة وخلق منهم ابطال يشقون الماء بثقة عالية وقدرة وكفاءة في خوض المنافسات بينهم وبين فرق أخرى، لتصبح حياته كفاح وضرورة لإيجاد بذرة بطل في مجموعة الأطفال من الذين حضروا على ضفاف دجلة للمشاركة في دروس السباحة وابعاد شبح الغرق عن نفوسهم بعد ان غرق أحد اصدقائهم في ذات المكان.
وأكمل: حين حصد لقب بطل العراق في منافسات السباحة لا أحد يعرف مقدار الدهشة والفرحة والغبطة التي لفتنا كلنا نحن أصدقائه ونحن نرى بطل رياضي وصل الى البطولة بجهده وتعبه وترتيب حياته بين الرياضة والتمارين ومواصلة تدريب الفرق والأطفال. عاش حياة متزنة منسجمة مع ما يتمنى، محبا للجميع ويتسابق لمساعدة الاخرين. هكذا هم الابطال يعيشون من اجل الاخرين ويموتون بصمت رحم الله بطلنا وصديقنا (محمود) وتغمده الله برحمته الواسعة فقد خسرته الأوساط الرياضية وعائلته وطفلته.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة