متابعة الصباح الجديد:
صدر أخيراً العدد (58) لشهر أغسطس من مجلة (الشارقة الثقافية) التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وجاء في الافتتاحية التي حملت عنوان (الجمهور الثقافي.. الرؤى والتحديات)، أنّ الجمهور الثقافي العربي برهن في العقدين الماضيين أنه على قدر المسؤولية والعطاء، وأثبت، رغم الظروف القاسية والأوضاع النازفة، أنه حاضر وفاعل ومؤثر في التحولات التي شهدتها المنطقة، فلم يتزحزح خطوة عن شغفه وحبه للقصيدة والرواية والعرض المسرحي واللوحة التشكيلية، وسائر الأصناف الإبداعية والفنية، مقاوماً كل أشكال التخلف والعنف والتأثيرات الراهنة بأبعادها المختلفة، بمزيد من الأمل والحضور والتعاون.
وأضافت: لايزال هذا الجمهور يكبر يوماً بعد يوم نتيجة ما يُقدّم له من فنون ومعارف وإبداعات ذات الأثر والأهمية، بفضل قادة مؤمنين بالثقافة كرافعة للنهضة ومفتاح لحلّ كل المشكلات والتحديات، ولايزال أيضاً متمسكاً بالموروثات التاريخية والحضارية التي أغنت الإنسانية بالعلم والفكر، كل ذلك أكسب الجمهور الثقافي قيمة ومكانة جعلته شاهداً ومشاركاً، قارئاً وكاتباً في آن.
بدوره تناول مدير التحرير نواف يونس، في مقالته (فن القص في الشعر العربي) قائلاً: يوجد إجماع علمي ثقافي على أن تراث أي أمة، هو منظومة القيم والآداب والفنون القولية والسمعية والبصرية، إلى جانب العادات والتقاليد والأعراف، التي تميز هذه الأمة عن غيرها من الأمم، برغم المعنويات الإنسانية المشتركة فيما بينها، وهذه المنظومة تنتقل عبر التاريخ من جيل إلى آخر، ليضيف كل منهم المعطيات والمتغيرات والتحولات، التي تحدث بمرور الزمان وتغير ملامح وشخصية المكان، وهو ما يتيح زيادة مساحة التأثر والتأثير والتفاعل والتبادل.. داخل هذه الأمة، وأيضاً مع منظومات إنسانية مشتركة لأمم أخرى، وهو ما يزيد حجم التراكم الثقافي والحضاري.
وفي تفاصيل العدد، ألقى يقظان مصطفى الضوء على العلم العربي وتأثيره في النهضة الغربية منذ القرن الـ(16)، وكتبت فيء ناصر عن الشرق الملهم إبداعياً وكيف أن بريطانيا تستعيد الاستشراق الفني، فيما تناول حسن بن محمد مدينة بابل التي تعد مهد الحضارة الإنسانية وقد توجت عاصمة للسياحة العربية لسنة (2021م)، وجال وليد رمضان في ربوع مدينة عنابة كبرى مدن الجزائر التي أسسها الفينيقيون قبل الميلاد وهي تعتبر جوهرة الشرق الجزائري.
أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فتابع كل من عبدالعليم حريص ومختار السالم فعاليات (ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي)، الذي احتفى بأدباء موريتانيا وكرم قامات ثقافية من جيل المؤسسين، وقدم رامي فارس أسعد مداخلة تناول فيها ثلاثية نجيب محفوظ ما بين العجائبية وتعددية الأصوات ورصد التاريخ، وكتبت ساجدة الموسوي عن القيثارة السومرية الشاعرة لميعة عباس عمارة التي تعد من رواد الشعر الحر في العراق، وتوقف محمد سيد بركة عند رحلة (ابن فضلان) إلى بلاد البلغار وهي من أهم الرحلات الجغرافية المبصرة، وجالت د. بهيجة إدلبي بين المنجز النقدي والسردي للناقد الدكتور محمد برادة، وحاور خليل الجيزاوي الروائي الحسن محمد سعيد الذي أكد أن تكريمه في (ملتقى الشارقة) توج مسيرته الإبداعية، فيما رصدت هناء عادل الحالة الاستثنائية التي شكلها رشيد بوجدرة في الأدب الجزائري، وكتبت زمزم السيد عن الكاتبة والإعلامية غادة الخوري التي مزجت بين الماضي والحاضر في روايتها (يوم نامت ليلى)، وأشار أحمد أبوزيد إلى مناقب القلم ودوره علمياً ومعرفياً وكيف تغنى بفضله الأدباء والشعراء العرب، بينما تناول د. محمود خليل محمود سيرة الشاعر والأديب الموسوعي محمد عبدالمنعم خفاجي الذي لقبوه بـ (جاحظ) القرن العشرين، وحاور محمد هجرس القاص والناقد حسن الجوخ الذي أكد أن النقد لا يقل إبداعاً عن الأدب، وأجرى وحيد تاجا حواراً مع الروائي جلال برجس الذي فازت روايته (دفاتر الورّاق) بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) هذا العام، وفي العدد أيضاً مقابلة مع الشاعر والصحافي إبراهيم المصري الذي اعتبر أن المغامرة تظل سيدة المشهد الشعري، وقد أجرى الحوار أحمد اللاوندي، وإطلالة على تجليات الصورة المستعادة لدى الشاعر عبداللطيف الوراري بقلم إلياس الطريبق، وإضاءة على سيرة إبراهيم المويلحي صاحب كتاب (حديث عيسى بن هشام) الذي مثل حلقة وصل بين القديم والحديث، إضافة إلى لقاء مع القاصة ميرفت ياسين التي رأت أن الأدب مرآة العصر، كما حاورها عاطف عبدالمجيد، وإضاءة على سيرة الشاعر والناقد إزرا باوند من رواد مدرسة الشعر والنقد الحداثيين بقلم عمر إبراهيم محمد، فيما تناول د. يحيى عمارة الأديب أمجد الطرابلسي مؤسس الدرس النقدي الأكاديمي الذي سعى إلى تأصيل نظرية شعرية عربية.
وفي باب (فن. وتر. ريشة) نقرأ الموضوعات الآتية: هدى سعيد.. ألوانها حالة تعكس الوجوه – بقلم انتصار دردير، محمد حسني البابا أحد أشهر الخطاطين العرب – بقلم أمير شفيق حسانين، طاهر البني.. ألتزم الموضوعية وأبتعد عن المزاجية – بقلم محمد ياسر منصور، مسرح يوسف العاني يؤدي وظيفته التنويرية النهضوية – بقلم أنور محمد، رايح درياسة عميد الطرب الجزائري – بقلم محمد العساوي، (أرض الرحّل) يجمع بين روح السينما الوثائقية والروائية – بقلم أسامة عسل، فيلم (بكالوريا) الروماني يغوص في ثنايا قضايا المجتمع – بقلم محمد سيد أحمد.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: التربية والتعليم في مصر القديمة – بقلم د. محمد صابر عرب، حول الرؤية الاستشراقية للوحات.. معرض (تل الحمراء) في غرناطة – بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، التجديد.. مشروع اجتماعي وثقافي – بقلم سلوى عباس، عن عصر نجيب محفوظ – بقلم مصطفى عبدالله، سردية تمثل الروح المصرية الأصيلة في رواية (المغني القديم) للكاتب نعيم صبري – بقلم د. اعتدال عثمان، رواية (سلطان الغيب) ذات قالب ملحمي درامي – بقلم انتصار عباس، الهوية الثقافية وتحديات العولمة – بقلم سوسن محمد كامل، بين الخوف والخيال في الرواية العربية – بقلم نبيل سليمان، الصحافة وجدار النقد – بقلم د. صالح هويدي، ملح الكتابة والتباساتها – بقلم صالح لبريني، الكورونا وجغرافيا الخوف في يوميات التشكيلي محمد العامري (أحلم بالرصيف) – بقلم د. خلدون امنيعم، وجوه في المكتبة – بقلم أنيسة عبود، تولستوي عرف المجد والشهرة ومحنة العدم – بقلم نجوى بركات، الأدباء يلتقون مصادفة – بقلم فوزي صالح، عزت الطيري بين البوح الشعري والحوار الداخلي – بقلم ناجي عبداللطيف، النوازع الإنسانية.. والإبداع – بقلم مفيد أحمد ديوب، مكونات الناقد الأدبي وتغيرات الرؤى وجماليات النصوص – بقلم د. حاتم الصكر، التوقف عن الإبداع – بقلم سارة عدلي، الصوت في التشكيل – بقلم نجوى المغربي، التجريب في المسرح العربي – بقلم فرحان بلبل، أدب الطفل.. وسيلة قادرة على التغيير – بقلم رؤى جوني.