ذئاب الشاعر

صدام الزيدي
قبل طلوع الشمس، يكون الليل، عادةً،
مشغولًا ببروفة أخيرة
وقد أصابه التعب والرضوض،
وبعد طلوعها، تبدأ أصابع يدي
في الالتواء
والتجعد
لأن ماءً مالحًا صعق
في بحر
ونوارس مهاجرة غيّرت وجهتها.
قبل طلوع الشمس،
كان المفترض أنني أنهيت فكفكة كتاب حواري
بين شاعرين
وأرسلت إيميلًا يفي بالتزام
حتميّ،
لكن أصابعي لم تكن على استعداد
لبناء حديقة ألعاب
في شماليّ النوتة، بسبب عاصفة مجتمعية
حشرتني في نقاش حول مستقبل مشروع المياه
في
قريتنا
التي
هجرتها منذ 300 صيف.
قبل طلوع الشمس، خططت لمدّ سكة حديد
بين رأسي
ومحطة أبحاث فضائية
كي أسافر
مختصرًا كل الطرق التي كانت ستؤدي «إلى روما»،
إلى قرص شمس، تحيط به هالة
من خبايا الرماد المدفون تحت مزرعة مانجو
على ضفاف «سُردُد» (1)
طلعت الشمس بعد حين
ذهَبَت دببة للسبات تحت الثلج
دفَنَت «غزوة حطّين» شجرة يابسة
ونهض «أمّور آسيا»؛ أحد أطول أنهار الأرض،
معاتبًا مكتب حماية الحيوانات البحرية في «ألاسكا»،
عن فقدان نسر جريح
في إصبعي السبّابة،
دفعته الأعاصير والزلازل
لمراهنتي
في لعبة النص الجديد….
طلعت الشمس
انتصف النهار
تحدث «كلمنجارو» في مؤتمر صحفي
عن نيته بيع الألمنيوم
في
أسواق
الصين،
وتوًا، نشبت حرب غير متكافئة
بين ضباع الغابة
وذئاب الشاعر…..

(1) سُردُد: أحد أودية اليمن الغربية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة