عادل الصفار
«أهازيج في زفة طرشان» العنوان الذي وسمت به الكاتبة «سهام الطيار» مجموعة نصوصها الصادرة في بغداد عن دار اس ميديا للطباعة، تصدرها اهداء الى ابنتها اذ تقول» توعدتني ان تهجر حروفي وتصادر مكتبتي ان لم اطهرها من أثام الحزن والالم» وفي هذا إشارة الى ان تعاستنا متوارثة، والهروب بعيدا عن محيط أهلنا لا يشفي جروحنا وللأسف لا يغير طباعنا.
قدم للمجموعة الناقد عمر مصلح مبينا ان نصوصها تضمنت صورا منوعة من يومياتنا، اغلب النصوص جاءت مكثفة جدا من دون تفاصيل، وكأن الكاتبة تعمدت التركيز على اظهار النتيجة الحتمية لتغافلنا وتكاسلنا واتكالنا على مبادرة غيرنا والتفريط بوطنيتنا من دون الشعور بالمسؤولية، حتى اذا ما داهمنا الطوفان او لفتنا ألسنة اللهب لتلقينا في آتون النيران تساءلنا مستنجدين: ألا من منقذ ينقذنا.. والاجدى بنا ان نسأل انفسنا: السنا نحن السبب.. نقرأ في نص (حكومة) «لولا كرم الحاكم لما كانت علاقتنا بالرب كما يرام» بماذا اكرمنا الحاكم؟ بالظلم والاستبداد ونهب ثروات البلاد. ولشدة فقرنا وحرماننا نتوجه لخالقنا لمخلصنا لينقذنا ويفرج همنا، متناسين بذلك انه اعطانا وسائل مهمة فلم نستغلها لصالح الوطن وكرامة الانسان، فالانا دائما هي الطاغية على عقولنا ومشاعرنا.