قصيدتان

سهام جبار

مطاردة

قمرةُ قيادة من سياط جحيم
متربّعةٌ في منبه مستمر
تطاردُ إشاراتِ مرور
لعلّ العرباتِ تتصادم!
أربطةُ عنقٍ تبرمُ الرؤوس
حقائبُ كتبٍ تقتلُ المؤلفين
نظّاراتٌ تتلصص على العيون
قلوبٌ تستحمُّ بالدماء!
المحطاتُ تقصّ القطاراتِ العابرة
المدرسةُ تقطّعُ في استعراض العلم
كلّ تلميذٍ لن يرفعه
الأبُ يستردُّ نفقاتِ بنوّته
الأمُّ تنفضُ يدها
عن هذه الولادة
في آخر الدرس تستقيل
من مطاردة اللصوص
تتراكمُ الأوسمة
فتعلّقها الحوائطُ
أسهماً
اتجاهات طرقٍ خاطئة
وتستمرُّ المطاردة!

شاهدة
لا أعرفُ كم مرّ من وقت
وأنا أصلبُ هذه الرقبةَ
المتعلّقة
شاهدة ربّ

لا أعرفُ كم نسيتُ
وأنا أقرأُ
متعفّرةً بجنديتي
ملء أدراجي الهزيمة

لا أعرفُ كم ضاع مني
وأنا أنتقي هذه الدرب
في جيوبي الحجارة
وأغرقُ كلّ يوم

لا أعرفُ الوصول
وان جهدتُ بالسعي
وعدوتُ خلف مرآةٍ
تُري كل شيء

لا أعرفُ البوحَ بالسرّ
ولا الجهرَ بالصمتِ
الذي يُسجّلُ كل صوتٍ
مسحورةً بالتكملة
وان توقفتُ كلّ يوم بانتحار

موسيقى
تحملُ كلّ شيء
وتطيرُ مثل شعاع
هي روحي
مشدودة في وترها
لا أعرفُ لعلي
لم أنسَ
لعلها تجيء

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة