الخجل يتسبب بضياع الفرص احيانا

احلام يوسف
لا يختلف اثنان على ان كل ما يزيد على حده ينقلب ضده حتى الصفات الجميلة. الخجل صفة محببة سواء للمرأة ام الرجل، لكن بحدود معينة، ان تجاوزها الشخص فستسبب له مشكلات.
كلنا نعرف قصة الرسام العالمي فنسنت فان كوخ وكيف كان خجولا حتى بعد ان اكتشف ان لديه موهبة الرسم، وحتى بعد ان بدأ يرسم بالفعل لوحات عديدة ظل على خجله وانعزاليته الى ان تطورت الحالة الى مرض نفسي. وعاش حياة كئيبة بائسة في الوقت الذي اكتشف بعد وفاته نحو 2000 قطعة فنية من أعماله تقدر قيمتها بالملايين.

هناك من يتساءل، ماذا لو كان كوخ اكثر جرأة وثقة بنفسه، ماذا لو عرف العالم بانجازاته واشتهر بفنه وصار مليونيرا؟
اذن الخجل المبالغ به امر يمكن ان يضيع علينا فرصا كثيرة يمكن ان تقلب حياتنا راسا على عقب ايجابا.

السؤال، ما الذي يجعل شخص ما خجولا الى هذا الحد؟
يجيب عبد الخالق طاهر الباحث بالطب النفسي: “دائما نكرر ان العلم في الصغر كالنقش على الحجر، وربما الكثير منا يفهم المقولة بانها تخص العلم، لكنها تخص كل شيء بما في ذلك الحالة النفسية او التركيبة النفسية للطفل. التربية الخاطئة يمكن ان تؤثر بالطفل وتجعل شخصيته مهزوزة غير واثق بنفسه، متخوف من اي تصرف لئلا يكون خطأ او يتعرض الى السخرية والاحراج. الاهل يلعبون دورا اساس بتعزيز الثقة لدى اطفالهم وبالتالي ينشأون رجالا اقوياء واثقين”.

كيف للاهل ان يساعدوا اولادهم على تخطي الشعور المبالغ به بالخجل؟

  • ” لنفهم اولا ان الشعور بالخجل لدرجة معينة شي ايجابي، فهو يمكن ان يكون رادعا كي لا يرتكب الخطأ، لكن ان يتعرض الطفل الى النهر، وان يركز الاهل على عيوبه، او يقارنوه باقرانه (الافضل منه)، فان هذا يجعل شخصيته مهزوزة، هناك من الاهل من يكبت الطفل، ويمنعه من ابداء رأيه بحجة انه صغير ولا يفهم، فيمتنع عن التعبير عن نفسه، ويصبح مترددا فيما بعد من ابداء رايه ازاء اي امر، وتكبر معه هذه الصفة، ويتحول الخجل الى مشكلة، وبالتالي فان العكس يسهم ببناء شخصية سوية للطفل.

كيف يمكن للشخص التخلص من الخجل خاصة الشباب؟

  • “عليه اولا ان يسأل نفسه، لماذا يخجل؟ وما الذي يجعله يخجل من التعبير عن نفسه مثلا او من الحديث وسط جمع من الناس؟ او عندما اتعرض لموقف يمكن تفاديه بكل سلاسة لماذا احوله الى معضلة؟ ايضا وهذا سؤال مهم، لماذا اشعر بالخجل ان انتقد احدهم تصرف معين قمت به؟ الست بشرا يمكن ان اخطيء او اصيب؟ المهم ان اتقبل النقد واحوله الى جرس تنبيه لتفادي الخطأ بالمستقبل. كل هذه الاسئلة ان طرحها الشخص على نفسه، وان شجع نفسه على الاجابة عليها يمكن ان تسهم تدريجيا بتغيير شخصيته”.
    وتابع: “هناك امر يتعلق بالطالب، هناك طلاب كثيرون يخجلون من طرح الاسئلة على المعلم ويخجلون ان يخبروه انهم لم يفهموا الدرس، هنا لابد للاهل والمعلم ان يساعدوا الطفل ويوضحوا له ان السؤال دلاله على ذكاء وانتباه وارادة لفهم المادة وليس العكس، لانهم حتى لو تجرأوا وطرحوا السؤال ولم يفهموا مرة اخرى فمستحيل ان يطلبوا تكرار الشرح، لئلا يتهم بالغباء، مع ان الامر لا يكون بهذا الشكل مع الاصدقاء، وهذا يعني ان الخجل نسبي، وليس دائمي في حال لم يتحول الى مرض نفسي، وعلينا ان نردد على الاطفال هذا الامر، الخجل طبيعي، ومبرراته يجب ان تكون مقنعة والا فليس له ضرورة”.
    وختم: “الطفل عجينة بايدي الاهل والمعلم بالمدرسة، على المؤسسة التعليمية والاسرة ان يفهموا ان الطفل ليس مجرد ابن او طالب بل هو يمثل جيل سينشأ وربما يكون مصير البلد بيده مستقبلا، لذلك علينا ان نحرص على تنشئته بصورة صحيحة، لضمان مستقبل افضل له ولاسرته ولبلده”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة