مشاركة كبار القوم من انديتنا – الزوراء والقوة الجوية والشرطة – في دوري ابطال اسيا افرز لنا واقعاً مريراً وشعور بالالم والحسرة للمستوى المتدني الذي ظهر به ثالوث الكرة العراقية في المسابقة الآسيوية الأغلى. الصدمة من هذا الظهور احزنت الحماهير وأطراف اللعبة بأكملها وشوهت سمعة الكرة العراقية وانديتها، خاصة اننا اذا اوغلنا في التاريخ سنجد ان الاندية العراقية لم تكن صيدا سهلا في هذه البطولة تحديدا، ولا في بطولات القارة الصفراء ونتذكر جيدا انجاز الشرطة العراقي ووصوله لنهائي البطولة في عام 1971 وانسحابه أمام مكابي تل أبيب الاسرائيلي واعتبار القيثارة الخضراء البطل الحقيقي لآسيا في كثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية.
كذلك الرشيد العراقي وصيف السد القطري بطل اسيا موسم 1988-1989 ولولا سوء التحكيم الاسيوي والحظ العاثر الذي رافق الفريق العراقي لأهدى الرشيد اول القاب البطولة العتيدة للكرة العراقية وغيرها الكثير من المشاركات التي كانت فيها الاندية العراقية رقما صعبا . لكن هذه البطولة بشكلها الحالي وضعت لنا الكثير من علامات الاستفهام حول المستوى الذي ظهر فيه ممثلينا ! الزوراء اختصر القضية وعاد من الملحق خاسرا أمام الوحدة الإماراتي المترنح في دوري بلاده دوري الخليج العربي.
القوة الجوية المتصدر للدوري العراقي بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه لم يحقق سوى نقطتين مسجلا هدفين فقط واستقبلت شباكه 6 اهداف وغادر متذيلا المجموعة الثانية اما نادي الشرطة الذي جل لاعبيه من المنتخب الوطني صاحب اكبر ميزانية مالية في دورينا خرج بخفي حنين وبارقام مرعبة خمسة هزائم وفوز واحد، سجل 3 اهداف وتقبلت شباكه 12 هدفا وهي حصيلة تاريخية للفريق الأخضر في الاسيوية، ليصبح اكثر فريق عراقي عربي من اسيا يستقبل اهداف في كل النسخ الأربعة التي شارك فيها بواقع 34 هدف (2004 – 9 اهداف, 2005 – 8 اهداف 2020 – 5 اهداف) الأندية العراقية حصلت على 5 نقاط فقط وهي اقل نسبة لدولة مشاركة بفريقين في دوري ابطال اسيا علما ان غوا الهندي 3 نقاط والوحدات الاردني 4 نقاط يمثلان بلديهما بمقعد واحد فقط واستقبلت شباك الاندية العراقية 18 هدفا ، في حين سجل لاعبو الفريقين 5 اهداف فقط.
على مايبدو ان ضعف المنافسة في الدوري العراقي وعجز الأجهزة الفنية الموجودة وعدم قدرتها على التعامل مع بطولة مهمة وصعبة ومختلفة عن بطولة الاتحاد الآسيوي الضعيفة التي احرزها القوة الجوية في ثلات مناسبات متتالية، إضافة للفشل الاداري الواضح في تجهيز الفرق واعدادها من الناحية النفسية والذهنية ودعمها بلاعبين محترفين على مستوى عالي، واستهتار بعض النجوم المعول عليهم وعدم تقديمهم المأمول منهم وتعاليهم وكأنهم في نزهة او رحلة للتسوق هو من اهم اسباب هذا الانهيار الغريب في نتائج الفريقين.
الشارع الرياضي (جماهير، إعلام ، مسؤلين) يعلم صعوبة هذه البطولة ولم يكن احد يطالب بالحصول على لقبها الغائب عن انديتنا، المستوى المشرف الذي يليق بالشعار والوطن هو ماتمناه الجميع ، ثم الفوز والخسارة هو خيار لعبة كرة القدم . حتى الرهان على الغيرة العراقية التي دائما ماكانت العامل الحاسم في المشاركات الخارجية واحراز الالقاب كان رهانا خاسرا. مشاركة للنسيان تصاغرت أمامها كل الاحلام في مسابقة طواها الزمن علينا ولم نستطيع احرازها رغم امجادنا التليدة في آسيا.
الثواب والعقاب هو ديدن كرة القدم بما يتوافق مع الاعراف والقوانين الدولية وعلى ادارات هذه الاندية ان تدفع ثمن استهتارها وعدم مسؤوليتها وهذا واجب المؤوسسات الرياضية الحكومية الرقيبة على الاندية.
- مدرب محترف وناقد رياضي
- ميثم عادل