مائلة على أنقاضها

ألتفتُ:

لا أحد سوى الصدى، تحمله الرياحُ في عبورها الطويلِ للنوافذ المائلة على أنقاضها..

وسطوحٌ مائلةٌ، وعتبات،

رأيتُ:

شابًا في السابعة عشرة، يقف على السطح ويدخن قبالة شباك إحداهن، تلك التي سترفع إليه نهديها العاريين، وتختلسُ نظرةً قصيرةً من فيضه.

كبيرانِ يشربانِ الشاي الثقيلةَ على كراسي قشٍ، فوق عتبة الدار، ويطاردان ـ بعيونِ الريبةِ ـ حفيدهما الذي ما زال يسقطُ على ركبتيه اللزجتين.

رأيتُ خلف النوافذِ نساءً كثيراتٍ تنتظرنَ غريبًا يرمي غرفهن بورود الانتباه

رأيتُ الحياة تمرُ ـ غيرَ مذعورةٍ ـ بين الأجسادِ والحجارة،

قلتُ:

ربما كان ذلك قبلَ أن يمرّ السيد الكبيرُ من هنا، قبلَ حرسه وجنده ودباباته ومدافعه وطائراته، التي جعلت السطوحَ والعتبات والنوافذَ مائلة

مائلة

على أنقاضها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة