هكذا اخبرني الهدهد

شريهان الطيب *

لاتكن شاعرا أبدا
لأنك ستبكي كثيرا كغيمة معطاء
أحزنها عطش الصحارى فقطّعت أوردتها

سيؤلمك أن الفراشة التي حطت قبل لحظات على كفك
قد افترستها الطبيعة
ستقتلك الوردة قبل السيف فلا تكن شاعراً

قد تضحكُ حين يبكي الآخرون،
وقد تبكي إذ يضحكون
اعتدت أن تكون مختلفاً فلا تكترث

ستعتادُ أن يُثّقِبُك الضوءُ
فتتخلى عن جسدك وتمر خفيفا كالريحِ
فلا تدركك عيون المرآيا

سيحفظك الرصيف الذي اعتدت أن تحادثه صباحاً،
والشجرة من فوقك ستعانقك أغصانها بدفء
وترسل لك طائرا كلما غبت عنها
فينبئك بتأويل قصيدة ما
فلا تغب

ستولدُ كما تشاءُ في كل نَص
ولكنك قد تموت عند اكتماله

قد تفيض أدمعك على رمل ذاكرتك فتنسى
لاتبتئس ستذكرك الأمكنة
فللأماكن ذاكرة لا تخطئ

سيسبقك ظلك بخطوتين!
فيحجبُ عنك الشمس
لاتخف فأنت الشمس بقدر احتراقِك ستضيء

  • شاعرة من السودان

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة