-1-
قد يكون عنوان المقالة مُستغرباً بعض القراء حيث انهم يواجهون مصطلحا جديداً لا عهد لهم به من قبل وهو مصطلح ( الوصال الشعري).
والمراد أنَّ التواصل بَيْنَ الاحباب والاصدقاء كما يكون بالزيارات ، والاتصالات الهاتفية، يكون عَبْرَ القوافي الشعرية، فالاشعار المتبادلة بينهم انما هي بريد القلوب،وهذا الطرز من التواصل هو أحب الوان التواصل بين ذوي الفضل والادب والحِس المرهف .
-2-
التواصل باللقاء هو الصيغة المتعارفة وأذكر أني كتبت الى صديق عزيز أقول :
أشتاقُ طلعتك الحبيبةَ مُوقِنَاً
أنّي أرى بِكَ في اللقاءِ هلالا
فيكونُ ذاكَ اليوم عيداً مُبِهْجَاً
والعيدٌ أنْ تهبَ المَشوقَ وِصالا
-3 –
ولا أعدو الحقيقة اذا قلت :
ان الخطيب الاديب السيد داخل السيد حسن – حفظه الله تعالى – هو من أبرز الخطباء الادباء الذين يتواصلون مع العلماء والادباء والاصدقاء .
وعلاقتي الشخصية به تمتد الى أكثر من نصف قرن من الزمن ، من أيام تدريسنا في مدرسة العلوم الاسلامية التي أنشأها المرجع الاعلى الامام الراحل اية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم في النجف الاشرف أواخر الستينات من القرن الماضي، لتؤهل طلابها للتبليغ طبقا لمقتضيات العصر حيث يدرسون علوم الدين مضافا الى العلوم الحديثة .
وقد أقرّ الله به العيون حيث أصبح من كبار الخطباء الحسينيين وأَقْدَرِهِم على النهوض بالمسؤولية في مضمار الخطابة الحسينية، التي هي من أهم وسائل التوعية والتربية والتثقيف العقائدي للجماهير، مضافا الى ما تقدّمُهُ مشكورةً من دروس ملهمة ثمينة من سيرة اهل البيت (عليهم السلام) عموماً وسيرة ابي الاحرار الامام الحسين عليه السلام خصوصاً بكل ما انطوى عليه ملف الطف من وهج واشراق وفجائع تنخلع لهولها القلوب –
ولقد وُفّق السيد داخل الى أنْ يكون أهم من ترجم الخطباء الحسينيين وكتب عنهم ،فلقد أصدر موسوعته الموسومة بـ ( معجم الخطباء ) في أربعة عشر جزءً وهي محل تداول وتقدير الباحثين وقد تتسع اجزاؤها في الطبعة الجديدة،وكل ذلك ضاعف من حبنا له وتقديرنا لجهوده وجهاده .
-4-
وسأكتفي بذكر بعض الشواهد مما واصلنا به مَنْ شِعْره في هذه المقالة الوجيزة، مجددين له الشكر والثناء وخالص الدعاء .
فور اطلاع السيد داخل حفظه الله على الحظر الذي فُرِضَعلى صفحتنا الخاصة في ( face book ) أرسل لنا ببيتين قال فيهما :
هل تُحجَرُ الآراءُ والفِكْرُ
عارٌ عليهم ذلكَ الحَجْرُ
والشمسُ لا تُحجبُ أنوارُها
تبقى مناراً أيها الصدرُ
فكتبنا له في الجواب :
في صولة الفكر وأعدائِهِ
يَنهزمُ المرتابُ لا الفِكْرُ
ما الحَجْرُ الاّ العجزُ مُستَنْكَراً
وَطَعْمُهُ لذي الحِجَى مُرُّ
ما جَفَّ لي حبرٌ وهيهاتُ أنْ
يخشى من المُعانِدِ (الصدرُ )
و (داخلٌ ) ناصَرَنا جَهْرَةَ
فكيفَ لا يُزْجَى له الشكرُ ؟
وحين وصل الجواب لسماحته أرسل رباعيّةً موّارةً بعطرالإخاء وصدق الحب لحرية الفكر والابداع واليك ما قال :
إنْ يحجروا صفحةَ إبداعِهِ
ما ضَرَّه الاجحافُ والحَجْرُ
(الصدرُ ) بدرٌ في سماء العلا
وكيفَ يَخفى في السما البدرُ ؟
له يراعُ المجدِ قيثارةٌ
فيها تَغَنّى النثرُ والشعرُ
وفارسُ الاعواد إنْ يرتقِ
فخرٌ لها سيدُنا الصدرُ
وفور وقوفه على ما نشره المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية عن مقابلتنا لفخامة الرئيس كتب يقول :
بدرانِ في قصرِ السلام تقابلا
بُوركْتُما يا أيها البدرانِ
هذا حسين الصدر يسمع بَرْهَماً
مُتَحَدِثَاً بفصاحةٍ وبيانِ
فتفيضُ ملأ السمعِ منه بلاغة
وجواهرٌ وثقافةٌ ومعاني
يارب فاحفظ للعراق رِجَالَه
وأدِمْ ظلالَ السيدِ السيستاني
وفي مقالتنا (عتاب وجواب) – التي نشرناها على صفحتنا الخاصة في face book والمنشورة في جريدة الزمان في عددها الصادر بتاريخ 26 /1 /2021 والتي تضمنت عتاباً على صمت اخوتنا الاعزاء من أعلام الادب والخطابة
كنا قد صغنا العتاب ببيتين هما :
أُحبّكُمْ يارجال العلم والادبِ
والرائق العَذْب مِنْ شِعْر ومن خَطَبِ
لكنني حائرٌ في أمر صَمْتِكُمُ
فَصَمْتُكُمْ عندنا مِنْ أعجبِ العَجَبِ
فتحركت القرائح وخرجت عن صمتها .
فور وقوفه على المقالة المذكورة كتب يقول :
الشعر أبلغُ إبداعاً مِنَ الكُتبِ
إنْ صَاغَهُ (الصدرُ) مسبوكاً مِنَ الذَهبِ
تَبْرٌ قصيدتُه شِعْرٌ قريحتُه
والبعضُ تلقاه تمثالاً مِنَ الخَشَبِ
( الصدرُ ) والشعر جَمْرٌ في تألقه
هو الحسينُ ومَنْ غيرُ الحسينِ أبي ؟
( له القوافي وما وشت مطارفها
تناهبت حلبات) الشعرِ والادبِ
حسين الصدر