أعمالي تحمل عبق وادي الرافدين وألواني تمثل الحياة والغد المشرق
حاورها: سمير خليل
درست الهندسة المعمارية وبرعت فيها كتخصص، لكنها حملت بذرة ابداعية تبرعمت في ذائقتها موهبة وشغفا، زينب شعبان، تشكيلية عراقية تغازل اللون كما تغازل تصاميم الابنية، ترسم بروح مهندسة، وتصمم بروح رسامة، ورغم انها غادرت العراق ودارت بها المدن لتستقر في مونتريال الكندية، الا ان الحنين زادها احلاما وابداعا.
في الغربة عملت مهندسة معمارية لمدة 12 عاما واندمجت بالحياة المعمارية، كانت المشاريع كبيرة والشركة التي تعمل فيها من الشركات الكبيرة ايضا ولديها فروع في الاردن ونيورك ودبي وكثير من دول العالم لكنها لم تترك الرسم والمشاركة في المعارض منذ العام 2001 لحد الآن، تؤمن ان هناك علاقة كبيرة بين الهندسة والتشكيل في حياتها، اذ شاركت في معارض فنية اثناء عملها كمهندسة معمارية، كرمت مؤخرا ضمن 50 مهندسة معمارية عراقية تقيم في الخارج من قبل نقابة المهندسين العراقيين.
تقول عن تجاربها الفنية والعملية: عندما كنت طالبة في كلية الهندسة كان لدينا درس خاص بالفن والعمارة لذلك درسنا الفن بكل انواعه ومنه التشكيل والتجريد ايضا، هناك علاقة بين الفن والعمارة من الناحية التطبيقية، المهندسون المعماريون العالميون كيف كان لهم تأثيرهم الفني الخاص في كل بناياتهم، بالنسبة لي الفن جزء لا يتجزأ من الهندسة المعمارية. بداياتي كانت من المتوسطة والثانوية، كانت لدي رسومات تناولت الطبيعة والبورتريت. بدأت استخدم الالوان الزيتية في رسوماتي قبل دخولي مجال الهندسة المعمارية التي دخلت اليها بقابلياتي الفنية، لدي موهبة منذ صغري اكملتها بالدراسة، التكنيك الذي درسناه وكذلك التخطيط، الدراسات الهندسية، البناء، الانشاءات وموضوعات اخرى، انتقلت الى انكلترا في مدينة لندن وهناك اخذت دروسا بالرسم بالالوان المائية حتى انتقلت عام 2001 الى مونتريال وما زلت هناك.
*ايهما يعنيك اكثر، الهندسة ام التشكيل، وهل يعرضك الخيار بينهما الى الارباك؟
ـ لن ابتعد عن الهندسة المعمارية، على العكس فقابليتي الهندسية تفوق نظيرتها الفنية التشكيلية، لماذا؟ لانني حتى بالبناء اتعامل مع اللون والفضاءات الداخلية، التشكيل والتكوين الداخلي والخارجي ، الفن والمعمار لايتجزءان عندي، كونت خلال تجربتي التشكيلية على مدى 20 سنة اسلوب خاص في موضوع الفن التشكيلي والعمارة لذلك ترى في لوحاتي الكثير من البناء، الكثير من الموطنات الصغيرة، لوحاتي مدن صغيرة ، مدن من وادي الرافدين القديمة وتشكيلاتها مع الارض سواء كان باللون والشكل والخطوط، اعمالي واقعية، تصويرية، انتقلت بمرور الوقت في هذه الاعمال التي هي التعبيرية التجريدية، وجدت نفسي استطيع التعبير باسلوب خاص عن افكار وموضوعات معينة، خلفيتي المعمارية استفدت منها في لوحاتي، دائما ترى مواطن او بيوت صغيرة تتخللها اشعار والوان معينة تمنحك شعور بالمينة المدورة، الناظر للوحاتي يراها ذات طابع خاص يعرف ان من رسمها مهندس معماري”، وتضيف” انا بدأت هاوية وساظل هاوية بالرغم من انني دخلت الفن التشكيلي واصبح شغلي الشاغل في الوقت الحاضر لاني لا اعمل بالهندسة المعمارية في الوقت الحاضر، احيانا اصمم تصاميم داخلية، لكن الهندسة المعمارية عندي متوقفة حاليا.
* كمهندسة معمارية وتشكيلية، ماذا يشكل اللون في عملك؟ ماهي حدود العلاقة بينهما؟
ـ علاقتي بالألوان حميمية جدا، احب الالوان واحب التعامل معها، اعتبرها عشقي الاول في تكوين اللوحة وطبعا الموضوع هو الاساس تتخلله الوان وخطوط، مايميزني في لوحاتي انه اصبحت لي بصمة خاصة هي استعمالي للبعد الثالث 3d، الاشكال والمواد التي استعملها منحتني صفة خاصة في لوحاتي، ومن يشاهد لوحات زينب شعبان يعرف انها طابعي الخاص واولها الالوان، اختيار الالوان تحد لي ولكوني امرأة فانا احب اللون في ملبسي، ديكورات منزلي، لوحاتي، كل شيء يحيط بي، اللون بالنسبة لي يمثل الحياة، التفاؤل، الغد المشرق، لذلك دائما استعمل اللون لاعطاء طابع مشرق، طابع تفاؤلي للمتلقي او المشاهد للوحاتي”.
* حدثينا عن نشاطاتك ومشاركاتك في المعارض الفنية.
ـ أولا، أنا رئيسة رابطة الفنانين العراقيين في مونتريال، أقمت معارض مشتركة مع فنانين عراقيين كبار مثل طارق معروف ومحمود فهمي وزينة سليم ومصطفى سليم، لدي معارض في عمان ونيويورك وواشنطن وفي مدن كندية مع فنانين فرنسيين، أعتبر نفسي دخلت الفن من بابه الواسع، هدفي أن أنثر مشاركاتي في معارض عالمية رغم أن لي مشاركات في هذه المعارض مثل معرض نيويورك والمانيا والعام الماضي شاركت في معرض آرت اكسبونيويورك بجانب آلاف الفنانين وزوار المعرض البالغ عددهم بحدود 35 الف زائر تقريبا، كذلك لدي معارض في واشنطن ومدن امريكية اخرى، كما اقمت معرضا في تورنتو، في هاملتون، هدفي الآن هو الانتقال الى اوربا، أن أقيم معرضا في ايطاليا وإن شاء الله اعمل على هذا الموضوع. وتضيف: كل عام لدي معرض شخصي وآخر مشترك، احيانا كل عامين لدي معرض شخصي وهذه المعارض تعتمد على الظروف، آخرها كان عام 2019 في مونتريال حمل عنوان (ماوراء الجسد)، كنا 7 فنانات عراقيات، مثلنا المرأة من خلال شعر نزار قباني، (الحب لا يحدده جغرافيا جسد المرأة). استفزني هذا الشعرلاقامة معرض مشترك ولاول مرة في تاريخ الفن اقمنا هذا المعرض عن طريق رابطتي رابطة الفنانين التشكيليين العراقيين فرع مونتريال، كنت أريد التعبير بأن المرأة ليست جسدا فقط كما يتصورها البعض إنما هي فكر، حياة، مجتمع، تكوين، هي تقف جنبا الى جنب مع الرجل في بناء المجتمع، في تكوين الاسرة. فهي الام والاخت والزوجة تشارك الرجل في كل خطواته. وتتابع: (ماوراء الجسد) كان معرضا مهما على الصعيد التشكيلي وهو أول معرض تشكيلي يجسد اشعار نزار قباني بعد تجسيدها في الغناء عن طريق كاظم الساهر ومطربين آخرين، لدي علاقات مع فنانين وفنانات من بلدي العراق، فنانين محترفين في تورنتو،شذى الراوي وفهيمة فتاح وزينة مصطفى سليم وعلي المعمار وآخرين لا تحضرني اسماؤهم الآن.
*والعراق، أين هو من اعمالك؟
ـ العراق في دمي منذ مغادرتي، خيرنا من خيره، عشنا وتربينا من خيرات العراق فكيف أنساه وأنا في الغربة. المشاعر تتجيش اكثر ونحن في الغربة، نطّلع على الوضع العام وتأثير الميديا الغربية على الشعوب والقاء ضوء مظلم جدا عن بلدنا، بالنسبة لي في اعمالي، الموضوعات، الاشعار التي استخدمها والالوان جميعها تحمل عبق وادي الرافدين والعراق بشكل عام، مدينتي بغداد في كل لوحاتي من خلال اللون التركواز الذي استعمله فكيف انسى العراق، معظم معارضي التي اقمتها العراق كان موضوعها الرئيس. كانت اعمالي تحكي عن العراق وما مر به بعد العام 2003، حضارة وادي الرافدين، معظم لوحاتي عن بلدي.
*اخيرا.
ـ اتمنى ان تصل لوحاتي لكل بيت، ليس لغرض الشهرة بل لغرض امتاع الناس، اعطاءهم صورة جميلة، ان تصل رسالتي لكل العالم، رسالة تفاؤل، سلام، محبة، اخاء، مودة بين الشعوب خاصة في وقتنا الحاضر، ان تصل رسالة الحب والسلام لكل بيت من خلال لوحاتي.