كيف تضمن النجاة؟

روي عن الرسول الاعظم (ص) انه قال :
” ثلاث خصال مَنْ كُنَّ فيه أو واحدةٌ منهنَّ كان في ظل عرش الله يوم لا ظِلَّ الاّ ظِلُّه :
رجلٌ أعطى الناس من نفسه ماهو سائِلُهُم ،
ورجلٌ لم يُقدّم رجلا ولم يؤخر رجلاً حتى يعلم أنَّ ذلك لله رضا ،
ورجلٌ لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي العيبَ عن نفسه ، فانه لا ينفي منها عيباً الاّ بدا له عيبٌ وكفى بالمرء شغلاً بنفسه عن الناس “
-1-

يضع الرسول (ص) بين أيدينا خارطة النجاة، ويعلنها واضحةً صريحة دون لبس او غموض، فيسلط الأضواء على خصال ثلاث ما أخفهن في اللسان وما أثقلهن في الميزان :

الاولى :

الانصاف
ومقتضى الانصاف أنْ تُعامل الناس بِمِثْلِ ما تُريد أنْ يعاملوك به، سواء بسواء
انك ترغب في أنْ تُحترم وهذا ما يُلزمك بالمبادرة الى احترامهم وتوقيرهم بعيداً عن كل الوان الانتقاص والازدراء والاساءة .
وانك تطمح الى أنْ يهرع اخوانك الى مساعدتك حين تقع في مأزق ، وهذا ما يقتضيك أنْ تكون الرقم البارز في معادلات التكافل والتراحم والتعاون والبر الاجتماعي …

وانك لتطمح الى أنْ تكون انساناً ناجحاً في اعمالك، موفقا في حياتك، وهذا ما يجب ان تتمناه لكل اخوانك بعيداً عن الحسد والكيد والايذاء والاضرار بهم .
انّ احلى المشاعر أنْ تعتبر نجاحَهُم نجاحَكَ ، ويسعدك أنْيحظوا بكل الوان التوفيق والسداد .
وليس ثمة من معنى للانصاف اذا كنت تريد منهم ان يفرشوا لك الطريق بالزهور والرياحين ولكنك لا تكف عن زرع الأشواك في طريقهم، وقد تعمد الى وضع الألغام في طريقهم لتعيقهم عن الوصول الى ما يريون… وهنا تكمن الكارثة .

الثانية :

الاستقامة والمسيرة السلمية المنطلقة من الحرص على الدوران مَدارَ الطاعة لله والابتعاد عن مهاوى العصيان له ، والانفلات والوقوع في مستنقعات الباطل .
انّ المسار النقي الطاهر هو زينةُ العمر، وهو الرصيد المهم الموصل الى النجاة .

الثالثة :

تطهيرُ النفس من العيوب، وبدَلاً من الانشغال بعيوب الناس والتلذذ بذكرها وكشفها للآخرين ليكن الحرص على التخلص مما تتسم به نفسك من عيوب وما تنطوي عليه من شوائب وثغرات .
انّ الايمان يدعوك أنْ تراقب نفسك وتحاسبها ،وتجاهد من أجْلِ تطهيرها من العيوب والآثام، وهذا هو الجهاد الاكبر،وهو سبيل النجاة .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة