الإغلاقات الأوروبية تفرض معنويات سلبية على أسواق النفط

جهود احتواء الجائحة كفيلة بإنعاش الطلب

متابعة ـ الصباح الجديد :

توقع مختصون ومحللون نفطيون، أن يحقق النفط الخام انتعاشا خلال الأسبوع الجاري، لاتضاح الرؤية بشأن نتائج الانتخابات الأمريكية، بعد إعلان فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية بعد فترة من الجدل حول فرز الأصوات ما أسهم في تعزيز الاضطرابات في السوق.
وقال مختصون لـ»الاقتصادية» إن الأسعار في المقابل ما زالت تحت وقع ضغوط هبوطية واسعة جراء الانتشار السريع لوباء كورونا في العالم وعودة الاقتصادات الأوروبية والدولية إلى مرحلة الإغلاق مجددا ما زاد من التوقعات السلبية لضعف الطلب العالمي على النفط الخام.
وتترقب الأسواق عدة اجتماعات حاسمة لتحالف «أوبك +» بقيادة السعودية وروسيا، خلال الشهر الجاري تختتم بالاجتماع الوزاري الموسع، بينما تتأهب الأوساط النفطية لاحتمال كبير أن يقدم تحالف «أوبك +» على تمديد مستوى التخفيضات الإنتاجية الكبيرة البالغة 7.7 مليون برميل يوميا إلى العام المقبل وذلك بعدما صدر ترحيب من الجانب الروسي في هذا الصدد وفي ظل ضغوط «أوبك» المستمرة على أعضائها بتحسين مستوى الامتثال لتخفيضات الإنتاج.
ولفت المختصون إلى انخفاض أسعار النفط بنحو 10 في المائة، الأسبوع الماضي في ضوء إعلان دول أوروبية بما في ذلك ألمانيا وفرنسا عمليات إغلاق جديدة بعدما سجلت حالات الإصابة اليومية بالفيروسات رقما قياسيا.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة «كيو إتش أي» الدولية للطاقة، إن أسعار النفط الخام عانت ضغوطا هائلة في نهاية الأسبوع الماضي حيث انخفض سعر النفط الخام إلى ما دون 38 دولارا للبرميل بسبب تفشي فيروس كورونا وعدم حسم الانتخابات الأمريكية ما أدى إلى بث حالة من المعنويات السلبية.
وأضاف أن الأسبوع الجاري ستكون معنويات السوق في وضع أفضل بعد حسم الانتخابات الأمريكية وإعلان فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بالرئاسة مرجحا أن الأعداد المتزايدة من الشكاوى القانونية من الرئيس دونالد ترمب لن يكون لها تأثير كبير، مشيرا إلى أن التحدي الأكبر والأهم في الولايات المتحدة سيظل هو وباء كورونا خاصة بعدما أصبحت أمريكا أول دولة تسجل 100 ألف حالة في يوم واحد، ما يبدد أي فرصة لتعافي الطلب ويبشر بمزيد من الانخفاض لأسعار النفط.
من جانبه، يرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة «تكنيك جروب» الدولية، أن إعلان فوز بايدن بالرئاسة يؤكد الرغبة في التغيير في ظل الضغوط الهائلة لجائحة كورونا التي تتطلب إيجاد أي حلول فاعلة في مواجهتها حتى صارت توقعات الطلب أكثر كآبة مع إغلاق مصافي تكرير في الولايات المتحدة وأوروبا نتيجة للوباء.
وأضاف أن الطلب على النفط الخام في العالم ليس كله في وضع ضعف حاد، فهناك أمل ينبعث من آسيا التي يعدها المحللون نقطة الطلب المضيئة في هذه المرحلة، موضحا أهمية الاجتماعات المقبلة لمجموعة «أوبك +» التي ستدرس تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية إلى العام المقبل لمنع حدوث تخمة في المعروض النفطي في السوق.
ويقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إن الإغلاقات الأوروبية فرضت حالة من المعنويات السلبية في الأسواق، لكن التسارع المتوقع في جهود احتواء الوباء من خلال الإدارة الأمريكية الجديدة سيعمل على إنعاش الطلب وتفعيل جهود احتواء تداعيات الأزمة وفاتورتها الاقتصادية الباهظة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة