امنحوا أنفسكم ساعة واحدة للكتابة لتعيشوا المتعة

احلام يوسف

   يقول الكاتب الاميركي جيمس كلير في نصائحه لمن يريد تطوير مهارته على الكتابة: “إنك بحاجة إلى امتلاك مكان لتفريغ كل الأفكار التي تدور في ذهنك به، سواء كان ذلك المكان محادثة أو كتاب. أو دفتر ملاحظات، كلما صادفت فكرة مثيرة، تضعها هناك”.

   واذن فكلنا بحاجة الى ان نمارس الكتابة ولسنا بحاجة لان نكون عباقرة في الادب او الشعر او الفلسفة كي ندون ما يدور في مخيلتنا من افكار، فكلنا يمتلكها مع اختلاف طبيعتها وعمقها، لكن لسنا كلنا جرب ان يترجم افكاره ويدونها على ورقة.

   من منا فكر بان يستقطع من يومه ساعة او ساعتين لنفسه، لأفكاره المتزاحمة داخل رأسه وتبحث عن منفذ لتنطلق؟

   الباحث الاجتماعي حسن الجبوري قال بشأن اهمية تخصيص وقت لتدوين افكارنا: لو امعنا التفكير بما نفعله في اليوم، “24: ساعة، لوجدنا ان اغلبه عبث، من دون جدوى، مع اننا نشكو من ضيق الوقت غالبا، لكن الشكوى في حقيقتها بسبب العبثية التي نقضي فيها ساعات يومنا، فكم من الوقت يوميا نجلس قبالة التلفزيون لنتابع فيلما او مسلسلا او برنامجا؟ وكم من الوقت نقضيه ونحن نتنقل بين صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وانستغرام واضيف له توم توك؟ الا تستحق افكارنا ان نقتطع من كل تلك الساعات التي تمر من دون فائدة تذكر وحقيقية  ساعة او ساعتين لنركز فيها مع افكارنا؟

ويتابع: افكارنا التي تدور في رأسنا اهم من كل لهو، فمنها يمكن ان نكتشف انفسنا، نكتشف اولوياتنا الحقيقية، نحترم انفسنا اكثر، لأننا عندما نبدأ بالكتابة سنجد ان اسلوبنا تطور ولغتنا تشذبت اكثر، ونشعر باننا لم نكن ندرك قيمتنا الحقيقية ولم نعط انفسنا حقها من التقدير، فالكتابة لا تحتاج الى جو خاص حسب، بل الى قرار نتخذه بان نجعل في يومنا وقتا مفيدا، له جدواه، سيما والوقت ليس ضيقا، لأن 24 ساعة كافية لإنجاز مهام كبرى.

واضاف: نعلم ان اصعب مرحلة في كل خطوة تكمن في البداية، لذلك نجد الكثير منا حتى وان قرر الكتابة يتراجع ليمسك بحاسوبه او تلفونه لانها اداتين اسهل واستعمالهما غالبا يتطلب منا المتابعة، فلا نحتاج الى جهد كالذي نبذله في اثناء الكتابة، لكن، علينا ان نقف للحظة، ونفكر يوميا قبل ان ننام، ما الانجاز الذي حققناه في هذا اليوم؟ حتى هذه الايام مع الحجر المنزلي، يمكننا انجاز مهام عدة، ويمكننا كتابة كل ما نمر به يوميا، قد يقرأها يوما ويتذكر هذه الايام ويفرح لأنه دوّن كل تفاصيلها التي يمكن ان تنسى ولا يبقى منها الا الذكرى.

ينصح الجبوري بان لا نقلل من اهمية الساعة او الساعتين لانجاز اعمال كثيرة ومهمة، سواء كتابة شيء او ممارسة تمارين رياضية او اليوغا، فكل عمل يخرجك من النمطية والروتين يعد انجازا مهما، لان كل من تلك الممارسات واخص بالذكر الكتابة لما لها من اهمية على شتى الاصعدة النفسية والثقافية وحتى الاجتماعية، ستجعلنا نقبل على يومنا بحماسة اكثر، لاننا نعرف ان هناك مهمة تنتظرنا وسنركز على كل ما نمر به في اليوم من احداث خاصة وعامة، كي ندونها بطريقتنا.

ويختم الجبوري: يمكن ان نعلم اولادنا في مرحلة الابتدائية ان يكون لهم دفتر مذكرات يدونون فيه كل ما يمر بهم خلال اليوم، بمرور الوقت ستتحسن لغتهم، سيتحسن ادراكهم لما حولهم وتتطور ترجمتهم لما يدور في خلدهم، وبالنتيجة سيكبرون ولديهم مخزون من الاحداث والتجارب التي يمكن ان تسهم في نمو شخصيتهم بصورة صحيحة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة