سها الشيخلي*
انه يوم لا يشبه بقية الايام فقد اتسمت ساعاته كلها بإشراقة الامل والتفاؤل في التغيير ، بهذه الكلمات وصفت صديقتي الصحفية عايدة محمود يوم الاربعاء المصادف 30 نيسان ، ورفعت ابهامها الايمن المخضب باللون البنفسجي لتريني انها فعلا ذهبت الى الموقع الانتخابي الكائن قرب دارها ، واختارت من تراه اهلا لثقتها وثقة الاجيال المقبلة وان مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة ، وتقول عايدة ان مشاركتها في الانتخاب واجب وطني على الجميع ان يفهموا ذلك ويخلعوا عباءة التشاؤم وليفتحوا للتغيير القادم الابواب والشبابيك والقلوب ، لان الحياة لا تعني الجلوس على التل او الوقوف على الاطلال وذرف الدموع ، بل تعني التغيير نحو الاحسن والمشاركة في هذا التغيير بكل الوسائل والصور لتعود لوطننا اشراقته الجميلة ، ووطننا به حاجة الينا مهما كان موقعنا ، علينا ان نسهم كلنا مهما تقدم بنا العمر في الارتقاء بوطننا ليعود ذلك العر اق الجميل .
وتشير صديقتي عايدة الى ان مشاركة المرأة في هذه الانتخابات لهو مدعاة للفخر والاعتزاز كون العدد قد قارب الى ثلاثة الاف مرشحة ، مع تأكيدها ان العدد لا يعني شيئا بقدر ما يعني ان تكون نصف تلك النساء يمتلكن برنامجا ياخذ بيد المرأة نحو حياة حرة كريمة ، وهذا بدوره يتوقف على فهم اخيها الرجل لدورها واعطائها الفرصة لكي تعمل الى جانبه وعدم اقصائها او تهميشها فالمجتمع لا يبنى ببرامج وافكار الرجال فقط بل يبنى بمشاركة كل من الرجل والمرأة في بناء المجتمعات ، وتصف لنا عايدة ( يوم الانتخاب ) فتقول انها لم تكن مترددة في الذهاب الى محطة الاقتراع بل كانت ممتلئة عزماً واصراراً على التغيير ، وسارت بخطى واثقة في ذلك الصباح مع ان الشباب في بيتها ما زالوا يغطون في نوم عميق ، سارت وسط شوارع مهملة وارصفة وعرة تناثرت فيها الازبال والنفايات وتساؤلات هل ستختفي كل تلك الصور المؤلمة في الدور ة الانتخابية القادمة ، تمنت ان يكون الجواب بالإيجاب ، كان رجال الا من ينتشرون بكثافة في الشوارع وفي المبنى اوقفها احد موظفي الهيئة قائلا ان الصورة في هوية الاحوال المدنية لا تشبهها ، قالت له لأنها في الصورة غير محجبة ، ودخلت تلك المدرسة فوجدتها هي ايضاً مهملة وتكدست المقاعد الدراسية في اماكن بارزة ، دخلت القاعة فوجدتها هادئة ، اشرت في القائمة رقم الكتلة وتسلسل المنتخب وقفلت راجعة فرحة .