ابتسام يوسف الطاهر*
«انا احب بغداد.. فبغداد بالنسبة لي اجمل من نيويورك» يقولها كل مواطن يحب ارضه ومدينته لكي لا يكفر ابناءه بالوطن..اما ان يقولها مسؤول مثل نعيم عبعوب وكيل امانة بغداد في حوار مع الشرقية ردا على سر تشبيه بغداد بنيويورك حين غرقت بشبر مية سببتها امطار اجتاحت المنطقة. فهذا مجرد التفاف على حقيقة تقصيره ازاء بغداد! فمازالت بعض احياء بغداد تغرق شوارعها في الوحل.ومازالت تعاني من انقطاع الكهرباء المزمن بالرغم من التصريحات التي تؤكد على تشغيل معظم محطاتها الكبيرة!
«حين تحسنت الكهرباء الوطنية قطعنا اشتراكنا مع المولدات عملا بنصيحتك لما تسببه من تلوث بيئي ومشاكل صحية. وماسببته من رفع بمستوى درجة الحرارة ..فماذا حصل؟ عادت الكهرباء الوطنية لعادتها! لنشتوي بالحر وتتعطل الاجهزة الكهربائية! فهرعنا نتوسل بأصحاب المولدات ليعيدوا اشتراكنا..لم يقبلوا الا بعد رفع سعر الامبير!..وهذا يؤكد على اتفاق وزارة الكهرباء مع تجار (الكهرباء)» هذا ماقاله مواطن. وهناك الملايين مثله أطفالهم يحلمون بجو مريح للدراسة. فلا حدائق ولا مكتبات عامة يلجئون لها!
المواطن اثبت حبه بتحمله كل المتاعب والكوارث وبقي صامدا بوجه غربان الظلام.. فبغداد له اجمل من سواها. اما المسئول فمحبته تعني ان يسعى صادقا للقضاء على مظاهر التخلف والاستهتار بصحة المواطن.. فالحب ليس كلمات يتشدق بها. ولا قصائد تطلق في المنابر. ولا تصريحات انشائية يدبجها المتنافسون على البرلمان. الحب مطلوب لكي يقوم كل مسئول بمهامه على احسن وجه لإنقاذ بغداد وكل مدن العراق من التدمير والإهمال. ومنحها الصورة التي تستحقها لتنافس المدن والعواصم التي كانت بغداد قبلة لها.
لا نريدها ان تشبه نيويورك..نريدها ان تسترجع عبقها التاريخي بصورة المستقبل كما يتمناها محبيها. ان تتمتع بشوارع نظيفة خالية من التشوهات الغير حضارية والتي تفتقر للذوق. خالية من كل الصور واللافتات السوداء. مضيئة طوال الليل. ومنازلها مريحة تستوعب كثافتها السكانية.
من يحب بغداد يجعل الكهرباء دائمة ويزيل عنها كل ما يضر جوها وأبنائها. ويجعل الحدائق العامة تنتشر في ساحاتها التي تحتلها المزابل والنفايات! أو يستولي عليها تجار الدين لبناء مساجد وحسينيات تجعل من الضجيج غاية لانتزاع الفرح. ان يكون لكل حي رياض اطفال ومكتبات عامة يلجأ لها الباحثون والطلبة. ان تكون المدارس اكثر من الجوامع والحسينيات.
ان تكون لها شبكة مجاري تستوعب كل مياه الامطار مهما غزرت. وأمانينا ان تزيد الامطار لتغسل اشجارنا وأرواحنا وتبعد عن مدننا التصحر الذي يزحف بخطى واسعة!
ويجعل لها شبكة مواصلات تربط كل احياءها بسهولة وسرعة، من قطارات وباصات تتولى الدولة مسئوليتها والإشراف عليها. لتقلل التاكسيات التي غزت الشوارع بلا تخطيط.
حينها فقط سنصدق انكم تحبون بغداد.