كل يوم جديد فرصة لفعل الخير فاستمروه

احلام يوسف

عندما يمر احدنا بأزمة صحية وينتابه الشعور بالخوف من الموت، يسيطر عليه التفكير بأمور عدة من ضمنها التصالح مع بعض الاشخاص او لوم نفسه لأنه لم يعش حياته كما يجب بسبب التقيد بالعادات والاعراف المجتمعية، وما ان تمر ازمته بسلام حتى يرجع الى سابق عهده.

لو اننا تخيلنا خبرا في احدى وسائل الاعلام مفاده ان نيزكا ضخما سيضرب الارض وتنتهي الحياة عليها فما الذي سنفعله خلال هذا اليوم؟ سألنا عدد من الاشخاص عن خطتهم لقضاء هذا اليوم فكانت اجابات بعضهم طريفة:

مسلم عبد الرازق موظف في احدى دوائر الدولة قال في البداية مازحا “ببساطة لن اصدق الخبر واستمر بحياتي المعتادة” واستدرك قائلا: اول شيء افعله اذهب الى مدير القسم الذي اعمل معه واخبره برأيي فيه من دون خوف واشفي غليلي، وانا جاد بهذا، اعتذر من زوجتي لاني اخطأت بحقها كثيرا وسامحتني كثيرا، احاول تعويض اولادي بان العب معهم “لأني لم افعلها ابدا” واقربهم الي واحضنهم وانام كي لا اشهد نهاية الارض.

اتمنى ذلك!.. هذا ما بدأت به الحديث ليلى جمال “ربة بيت” والتي قالت: يوميا ادعو من الله ان يحدث شيء لينهي به الحياة على الارض، فلم نر خيرا ابدا، حياة مليئة بالمتاعب والاحزان والقلق. لكن ان حدث فمؤكد اقدم اعتذاري لكل من اسأت اليهم وحتى من اساءوا لي، فلن يكون هناك شيئ يستحق المكابرة. سأذهب الى بيت والدتي مع اولادي واظل بقربها واعوضها الوقت الذي اهملتها فيه ولم ازرها حتى عندما كانت بأمس الحاجة بسبب الظروف العائلية، ولان زوجي يمنع عني زيارتها وقتما ارغب. حدثت مشكلات بيني وبينه في البداية لكن والدتي من طلب مني ان اسمع كلامه وابتعد عن المشكلات. ثم انهت حديثها بجملة “وقد اقول لزوجي مالم استطع قوله طيلة حياتي معه، سأخبره بما تحملته منه من ازعاج ودكتاتورية ولن اخاف عراكا او خصومة”.

 اما سلام الكبيسي فكانت المصارحة اولى خططه اذ قال: اول شيء سأفعله اذهب الى بيت زميلتي واخبرها باني احبها، لأني ومنذ سنة تقريبا احاول مصارحتها لكني اخاف ردة فعلها او ربما اخاف رفضها الموضوع، فطالما لم اصارحها ولم ترفض انا اعيش حلما سعيدا لكن ان اعلنت رفضها لي مؤكد سأكون في حال يرثى لها. سأعتذر من امي لأني اتعبتها معي كثيرا، اعتذر من ابي لأني لم اسمع كلامه في الكثير من الامور مع اني في كل مرة اندم على ذلك لأني اكتشف ان رأيه هو الصح.

هناك امر غريب، طالما اننا نعترف بالخطأ تجاه احد ما، لم لا نقدم على الاعتذار منه اليوم؟ ان وجدنا انفسنا مقصرين بحق امهاتنا وابائنا لم لا نذهب اليهم اليوم نخبرهم بهذا؟ اليس الاجمل ان نفعل الخير ونقطف ثماره الحلوة في حياتنا ولو تمثلت بإطعام طير؟. لا تنتظر موعدا لنهاية العالم كي تفعل الصواب، فكل يوم جديد فرصة ثانية يمنحك اياها القدر لتعثر على سعادتك.. لا تتأخر استثمرها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة