سمير خليل
لاكثر من شهرين توقفت عجلة الرياضة العالمية عن الدوران بسبب فايروس كورونا الخبيث، صورة لم تحدث سوى في ايام الحربين العالميتين العالمية والنكبات الانسانية، شهران ويزيد والرياضة العالمية بكل العابها تتوارى خلف ستارالقلق والتوجس والخوف، شهران ويزيد والدوريات العالمية بكرة القدم والالعاب الاخرى في طي الانتظار، لم يعتد محبو كرة القدم ومتابعيها على مدار الكرة الارضية هذا الغياب الذي تجاوز التوقعات، ونضع كرة القدم في بداية السطر لانها اللعبة الشعبية الاولى في كل العالم، يتابعها الجميع بمختلف ثقافاتهم ومكاناتهم الاجتماعية لكننا لانغمط حق الرياضات الاخرى التي تمتلك المعجبين والمتابعين، شهران ويزيد ونحن نفارق الليغا الاسبانية والبريميرليغ الانكليزي والكالتشيو الايطالي والبوندسليغا الالماني والليغا 1 في فرنسا باعتبار ان هذه الدوريات هي الاهم على صعيد اوربا والعالم وهذا يعني فراقنا لنجوم الساحرة المستديرة، وكذا الامر على كافة الدوريات الكروية العالمية والعربية وعلى مستوى العراق ايضا.
ولعل من ابرز تداعيات ازمة كورونا تأجيل دورة الالعاب الاولمبية الدولية 2020 بنسختها (32) والتي كان مقررا ان تستضيفها العاصمة اليابانية طوكيو اعتبارا من الرابع والعشرين من تموز لغاية التاسع من أب المقبلين بمشاركة رياضيين من (206 ) دولة الى العام المقبل على ان تقام في مدينة طوكيوايضا، ولم يسبق تأجيل دورة الألعاب الاولمبية في تاريخها الحديث الممتد عبر 124 عاما، غير أنها أُلغيت بالكامل في أعوام 1916 و1940 و1944 أثناء الحربين العالميتين.
كذلك أعلن اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (الكونميبول) رسميا تأجيل بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2020) الى العام المقبل، والتي كان مقررا إقامتها هذا العام خلال الفترة من الثاني عشر من حزيران الى الثاني عشر من تموز المقبلين في ملاعب الأرجنتين وكولومبيا.
وبسبب فيروس كورونا ايضا قررالاتحاد الاوربي لكرة القدم ( يويفا ) تأجيل بطولة أمم أوروبا يورو 2020 حتى العام المقبل2021وكان مقررا ان تقام مباريات هذه البطولة ولاول مرة على ملاعب 12 دولة أوروبية، وهوحدث “رومانسي” يحدث لمرة واحدة اختفاءا بالذكرى (60) لتأسيس بطولة أوروبا لكرة القدم، هذا بالاضافة لتأجيل مباريات الدوريات القارية بكرة القدم والالعاب الاخرى والتي كانت غالبا ما تختتم خلال شهري آيار وحزيران من كل عام.
هذا التوقف الاجباري للانشطة الرياضية العالمية تناثرت آثاره على الاوضاع المالية والاقتصادية والنفسية للاندية واللاعبين الذي تمددوا في ظل البطالة ومطالبة الاندية لهم بتخفيض رواتبهم.
الخبر المفرح الذي كسر حاجز القلق والانتظار جاء من المانيا حيث عادت عجلة الدوري الالماني للدوران ولكن بحذر وخجل حيث افتتح ناديا دورتموند وشالكه مباريات العودة وبدون جمهور، على امل عودة الدوريات الاوربية الكبرى وكذلك الالعاب الرياضية المتنوعة في كل انحاء العالم وفي عراقنا الحبيب ايضا.
هذه العودة ستكون مؤطرة بالحذر، متسلحة بالوعي الصحي لتجاوز الازمة وبعكسه ستعود الرياضة العالمية الى الانزواء والتأجيل.