الحجر الصحي يوزع اثاره الإيجابية على البيئة والنظام الحياتي

البصرة – سعدي السند:
نظمت كلية العلوم في جامعة البصرة محاضرة عن الاثر الايجابي للحجر الصحي الذي الزم به الناس حول العالم لتجنب تفشي فيروس كورونا على البيئة والانسان.
وبينت التدريسية شيماء سعيد رحيم من قسم البيئة إن جائحة كورونا المستجد تشكل تهديداً خطيراً في شتى أنحاء العالم سيما مع تزايد حالات الإصابة، وإن الصحة العامة تلجأ من خلال التوصيات والتدابير الاحترازية الى توعية الناس للحد من انتشار الوباء، حيث يُعد الحجر الصحي من الاستراتيجيات الشائعة للصحة العامة المستعملة للمساعدة في منع انتشار الأمراض شديدة العدوى. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية فان الحجر الصحي، إجراء وقائي يفصل ويقيد حركة الأشخاص الذين تعرضوا لمرض معدٍ لمعرفة ما إذا كانوا مرضى أم لا.
واوضحت المحاضرة انه على الرغم من المشهد المخيف والكئيب في ظل الحجر الصحي حيث المصانع مغلقة والشوارع الخالية والسيارات المركونة.
وأوضحت: لوحظت بعض الظواهر الإيجابية على البيئة، تفاوتت من مكان الى مكان اخر، فقد لوحظ الارتفاع ًفي جودة الهواء، اذ سجلت الاقمار الصناعية انخفاضاً ملحوظاً في نسب انبعاثات الغازات السامة مثل ثاني أكسيد النيتروجين والملوثات المسببة للاحتباس الحراري مثل انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان، وامتد الأثر الإيجابي ليشمل المياه، وتجلى واضحاً في مدينة البندقية التي تحولت مياه قنواتها المليئة بالرواسب الى مياه نقية مع عودة وحركة واضحة للأسماك بعد غياب حركة القوارب في ممرات المدينة.
وتابعت: “أدى انخفاض اعداد السياح في المدينة الى تحسين جودة المياه بسبب انخفاض تصريف مياه الصرف الصحي في القنوات، وأسهم تقييد حركة الأشخاص بالتقليل من طرح النفايات بمختلف انواعها في البيئة والمخلفات العضوية والبلاستيكية التي قل طرحها في المياه نتيجة تعطيل الملاحة البحرية. إضافة الى ان انخفاض الضوضاء نتيجة تعطل حركة القطارات والحافلات والسيارات ساعد علماء الزلازل لاكتشاف الهزات الزلزالية الصغيرة التي سجلت في بعض محطات الزلازل، والتي عادة يتم أنشاؤها خارج المناطق الحضرية لان الضوضاء البشرية المنخفضة تسهل التقاط الاهتزازات الخفية في الارض.
وبينت المحاضرة ان من بين الأثار الإيجابية الأخرى توضيح أهمية النظام الحياتي الصحي كممارسة الرياضة والغذاء الصحي والابتعاد عن التدخين والاهتمام بالنظافة، وكلها عوامل فعالة للحد من انتشار الوباء، أضافة الى تعزيز الاحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع والتعامل الإيجابي مع الأزمات، والمرونة في تغيير روتين الحياة واوقات الفراغ، وتعلم الزهد في الأمور التي اعتاد الأفراد عليها واختفت مع الوضع الحالي، أضافة الى المساهمة بعودة روح التعاون الإنساني والعمل الجماعي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة