الصباح الجديد-وكالات:
التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو ومنافسه السابق بيني غانتس امس الثلاثاء لبحث تشكيل حكومة وحدة طارئة بعد أن منحا مهلة 48 ساعة إضافية لإحراز تقدم.
وستمكن حكومة الوحدة إن شكلت، الدولة العبرية ان تعمل بكامل طاقتها لأول مرة منذ كانون الأول/ديسمبر 2018 وستكلف مهمة محاولة احتواء جائحة كوفيد -19.
واستمرت محادثات الرجلين حتى منتصف ليل امس الاول الإثنين وهو الموعد النهائي الذي منحه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، لبيني غانتس لمحاولة تشكيل الحكومة.
لكن غانتس ونتانياهو طلبا من ريفلين تمديد المهلة ليومين يضعان خلالها اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق الموعود.
ووافق ريفلين على ذلك بحيث تنتهي المهلة فجر غد الخميس.
واستأنف الطرفان المحادثات صباح امس الثلاثاء. وكانا أصدرا بيانا مشتركا في وقت متأخر امس الاول الإثنين أشادا خلاله “بالتقدم الكبير” الذي أحرزاه.
واشار غانتس ونتانياهو مرارا بعد انتخابات الثاني من آذار/مارس، الى تقدم المحادثات بينهما، لكن شيئا لم ينفذ على الأرض.
وصدرت دعوات من أجل اتفاق موقت على حكومة تقود جهود احتواء الوباء في إسرائيل.
وأحصت إسرائيل نحو 12 ألف إصابة بالفيروس المستجد، كما سجلت 117 وفاة.
وخاض كلّ من غانتس، رئيس هيئة الأركان السابق، ونتانياهو، رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل (14 عاماً)، ثلاث انتخابات في أقلّ من عام أسفرت جميعها عن كنيست مشتّت القوى.
-“ساعة الحقيقة”-
بعد انتخابات آذار/مارس، حصل زعيم التحالف الوسطي “أزرق أبيض” بيني غانتس على دعم معظم نواب البرلمان البالغ عددهم 120، على الرغم من تقدم نتانياهو وحزبه الليكود.
وعهد ريفلين إلى غانتس مهمة تشكيل الحكومة، لكنّ المهلة المحدّدة دستورياً للقيام بذلك انتهت فجر الثلاثاء.
وكان من المستبعد أن يتمكن غانتس من تشكيل ائتلاف حكومي مستقر نظرا للانقسامات العميقة داخل معسكر نتانياهو.
وفي خطوة مفاجئة الشهر الماضي، انتخب غانتس رئيسا للبرلمان (الكنيست)، وتوقف فعليا عن السعي لتشكيل ائتلاف يترأسه.
ودعا إلى تشكيل تحالف يقوده نتانياهو لفترة محددة من أجل التوحد في مواجهة أزمة فيروس كورونا الصحية وغير المسبوقة.
لكن هذه الخطوة أحدثت انقساما داخل تحالفه الوسطي، الذي غادره أكثر من نصف الأعضاء منضمين إلى المعارضة بدلا من التحالف مع نتانياهو.
وعليه، توقفت محادثات تشكيل الحكومة للاختلاف حول جملة من القضايا الرئيسية.
ولعل أبرز الخلافات كانت بشأن توزيع الحقائب الوزارية، وخصوصا وزارة العدل في غمرة التحقيق بتهم الفساد الموجهة لنتانياهو.
وبسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، ارجأت المحكمة الإسرائيلية في القدس بدء محاكمة نتانياهو في قضايا الفساد التي يواجهها إلى شهر أيار/مايو.
ولم ينحصر الخلاف في حقيبة العدل وحدها، بل شمل وزارة الدفاع وقضية ضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة.
وقال غانتس مخاطباً غريمه السياسي “نتانياهو، لقد وصلنا إلى ساعة الحقيقة (…) إنّ الإسرائيليين يتوقّعون منّا أن نضع خلافاتنا جانباً وأن نعمل معاً من أجلهم (…) التاريخ لن يغفر لنا إذا لم ننجح”.
ويُتهم رئيس الوزراء من قبل معارضيه بسعيه المستمر إلى إلغاء لوائح الاتهام والضغط من أجل إجراء انتخابات رابعة على أمل الحصول على أغلبية برلمانية في فرصة أخيرة يمكن أن تساعده في الحصول على الحصانة من المقاضاة.