الكتل الشيعية تستبعد إجراء انتخابات مبكرة بذريعة الازمة الصحية والامكانات الفنية
بغداد- وعد الشمري:
حدّدت الكتل الشيعية أبرز مهام رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، مؤكدة أن ثلاث مسؤوليات داخلية بانتظار حكومته، إضافة إلى إبعاد العراق عن ساحة الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، لكنها استبعدت في الوقت ذاته إجراء انتخابات مبكرة؛ بسبب الأزمة الصحية، وعدم توفر الإمكانيات الفنية المتعلقة بالاقتراع.
وقال القيادي في تيار الحكمة فادي الشمري، إن “اختيار مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء لا يعني أن مهامه ستكون كبيرة جداً”.
وتابع الشمري، في حديث إلى “الصباح الجديد”،، أن “ثلاثة أولويات داخلية لدى الحكومة المقبلة، وهي الأزمة الصحية التي خلفها فيروس كورونا، والبحث في تداعيات الأزمة الاقتصادية، وفرض هيبة الدولة”.
وأشار، إلى أن “تحدياً خارجياً سيكون أمام الحكومة، وهو إبعاد العراق عن ساحة الصراع بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وإقامة العلاقات المتوازنة مع جميع الدول، بما يحفظ سيادة العراق”.
وشدد الشمري، على أن “انجاز تلك المهام يفرض على الكتل الموجودة في مجلس النواب أن تساند رئيس الوزراء القادم، ولا تعرقل عمله من خلال اختلاق الأزمات السياسية، بل البحث عن المصلحة العامة”.
وفي مقابل ذلك، أكد أن “الكاظمي لديه تجربة جيدة جداً في رئاسة جهاز المخابرات، فهو قادر على تحقيق التوازن الإقليمي، وقد نجح في تجارب عديدة بحكم وظيفته”.
وبيّن الشمري، أن “دول المنطقة تعرفه جيداً وتكليفه بتشكيل الحكومة منحها مؤشرات بأنه شخصية وطنية قادر على انجاز المهام الملقاة على عاتقه بأتم وجه”.
ويجدّ القيادي في الحكمة، أن “المضي في انتخابات مبكرة أمر ليس بالسهل في هذه المرحلة، ومستبعد لما تمر به البلاد من أزمة صحية، فضلا عن مشاكل فنية تعيق عملية الاقتراع”.
وانتهى الشمري، إلى أن “جميع الظروف السياسية تصب في مصلحة الكاظمي الذي عليه أن يستغلها من أجل تشكيل حكومة قوية، وبإمكانها تحقيق انجازات عديدة للعراق”.
من جانبه، ذكر النائب عن قائمة الفتح عبد الأمير تعيبان، أن “الكتل السياسية عليها أن تواصل دعمها للكاظمي، ولا تتخلى عنه حتى بعد منحه الثقة في مجلس النواب”.
وأضاف تعيبان، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “التخلي عن المحاصصة ومنح رئيس الوزراء مساحة في اختيار أعضاء كابينته يعد حالياً واجباً وطنياً على عاتق جميع القوى”.
ولفت، إلى أن “الكاظمي ينوي تشكيل حكومة قوية من التكنوقراط، قادرة على انتشال البلاد من أزماته الحالية”.
وأورد تعيبان، أن “الحكومة المقبلة ستكون أمام مهام عديدة في مقدمتها تفشي وباء كورونا، وانهيار أسعار النفط، فضلاً عن النزاع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران”.
وطالب النائب عن صادقون، “رئيس الوزراء المكلّف بإجراء حوارات مكثفة مع الكتل من المكونات الشيعية والسنية والكردية من أجل شرح برنامجه الحكومي وضمان دعمهم”.
وذهب تعيبان، إلى أن “حرجاً أصبحت أمامه الكتل السياسية، وهذا سوف يعجل من تقديم الكابينة الحكومية والتصويت عليها في مجلس النواب”.
ويسترسل، أن “الإبقاء على بعض الوزراء الذين اثبتوا نجاحهم في حكومة عادل عبد المهدي أمر لا ضير فيه، لكنه القرار في نهاية المطاف بيد الكاظمي فهو من يختار كابينته”.
ومضى تعيبان، إلى أن “تمكن الكاظمي من تشكيل حكومة قوية، هو نجاح للكتل في مواجهة الشارع الناقم على الأداء السياسي طيلة السنوات الماضية”.
يشار إلى أن رئيس الجمهورية برهم صالح كان قد كلّف الكاظمي بتشكيل الحكومة خلفاً للمستقيل عادل عبد المهدي، وسط أزمات سياسية واقتصادية وصحية متلاحقة.