محمود مجيد يتوج بكأس الهداف
متابعة الصباح الجديد:
شهدت مسابقات الدوري الممتاز في تسعينات القرن الماضي، تنافسا حادا بين الأندية الجماهيرية الأربعة ”الزوراء والقوة الجوية والطلبة والشرطة”.وحُفظت بعض مواجهات الفرق الأربعة، التي اتسمت بالقوة والتنافسية، في ذاكرة العراقيين، ولم تفارقها حتى الآن.
ويسلط التقرير التالي الضوء على مباراتي حسم الدوري العراقي عام 1997-1998، واللتين أقيمتا بنفس التوقيت لوجود 3 أندية منافسة على اللقب:
تنافس ثلاثي: شهد الدوري العراقي موسم 1997-1998، تنافسا غير مسبوق بمشاركة 16 ناديا حينها، ووصل الدوري إلى جولته الأخيرة وهناك 3 فرق تنافس على اللقب، وهي “الزوراء والقوة الجوية والشرطة”.وامتلك القوة الجوية حينها 70 نقطة في صدارة الترتيب، بالتساوي مع الشرطة، وبفارق نقطة واحدة عن الزوراء.
وجمعت الجولة الأخيرة القوة الجوية مع الزوراء على ملعب الشعب، فيما التقى الشرطة بفريق صليخ، صاحب الترتيب العاشر، في ملعب الكشافة.
كان القوة الجوية يحتاج إلى الفوز لحسم اللقب، بصرف النظر عن نتيجة المباراة الثانية، نظرا لتفوقه بفارق 7 أهداف عن الشرطة، فيما احتاج الزوراء للفوز بالمباراة تعثر الشرطة.
سيناريو غريب: مباراة ملعب الشعب، شهدت تقدم القوة الجوية عبر اللاعب رزاق فرحان، قبل أن يعادل للزوراء عدنان محمد، وكذلك تقدم الشرطة عبر المدافع حيدر حميد، ثم رد الصليخ بهدفين لينتهي الشوط الأول 2-1.
وفي الشوط الثاني، سجل مفيد عاصم هدف التعادل للشرطة، واستمر التعادل حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل من الضائع، ليحصل الشرطة على ركلة جزاء سجل منها محمود مجيد الهدف الثالث، لينتزع الشرطة اللقب في الرمق الأخير من المباراة.
موقف تراجيدي: آنذاك لم يكن الهاتف النقال قد دخل العراق، وآخر الأخبار التي وصلت لملعب الشعب أن مباراة الشرطة والصليخ انتهت بالتعادل لذا احتفل فريق القوة الجوية على أساس أن المباراة الثانية انتهت بالتعادل.
وأجرى مدرب القوة الجوية أيوب أوديشو لقاء تلفزيونيا يهنئ لاعبيه والإدارة باللقب، قبل أن يفاجأ بصيحات جمهور الزوراء، والمذيع الداخلي للملعب يعلن فوز الشرطة على الصليخ وتتويجه باللقب، ليبقى صامتا أمام الكاميرا.
اتهامات مستمرة: بقي هذا الموسم مثار جدل إلى الآن، فهناك من يتهم لاعبي الصليخ بالتعاون مع الشرطة، فطريقة الخطأ في ركلة الجزاء، أثارت الشكوك، لاسيما وأنها جاءت مع نهاية المباراة.
لكن القوة الجوية علق آنذاك على طريقة ركلة الجزاء بأنها (مؤامرة) لسرقة الدرع، وطالت اتهامات القوة الجوية حارس الصليخ الذي أتجه لإحدى زاويتي الهدف قبل تنفيذ لاعب الشرطة محمود مجيد ليسهل عليه مهمة التسجيل.. وتبقى تلك الاتهامات قائمة لفترة طويلة، لكن التاريخ يسجل أن اللقب كان شرطاويا في موسم استثنائي.
أبرز اللاعبين: تألق في هذا الموسم محمود مجيد لاعب الشرطة، والذي توج بالحذاء الذهبي للمسابقة برصيد 23 هدفا، وسطع نجم لاعب الشرطة أيضا مفيد عاصم، في حين تألق في القوة الجوية اللاعب رزاق فرحان وأحمد خضير ووليد ضهد.