منذ استقبلتني هذه الحياة وانا كائن صغير، صدرك الحنون يحتضن انفاسي اللاهثة الأولى، افتح عيني الصغيرتين لأول مرة فابصر وجهك المتعب الذي ارهقته ولادتي، لكنه كان مشرقا كشمس تلألأت خيوطها بعد يوم ماطر.
منذ تلك اللحظات ودنيانا تزدهر بالمرأة وجمالها، حنانها، طيبتها، صبرها، تضحياتها، تكحلت هذه الدنيا باشراقتها ، صارت الحياة الى نصفين متساويين، نصف للرجل وانت النصف الاحلى، مااسعدنا، نصف الحياة انت، هنيئا لها، بك تزدهر وتفخر فانت عناوين للفرح والامل والتفاؤل والعمل، انت بلسم للجروح وملاذ للتعب والحزن والإحباط، كم تحملت، بكيت، تألمت، كم نحن مدينون لك، طفولتنا، صبانا، شبابنا، حتى شيخوختنا تستوطنها ذكرياتنا معك لانك في العمق من ارواحنا، مازلنا ونحن نجتر السنين ونحرقها أطفالا نتوق لرعايتك، لمسة من يديك الحانيتين، قلبك الدافيء، روحك العذبة.
سيدتي، نحن مدينون لك بارواحنا، بمشاعرنا، ذكرياتنا، لاننسى كم انك كمأة محبة وصبر وجلد، شاهدة امينة انت على مامر بنا، عندما اختلطت دموعك بدماء ضحايا الظلام والتخلف، كم خضبت شعرك المنسدل شلالات محبة بهذه الدماء الزكية، حناء الحرية، حناء لفرحك، لحزنك، انت الام، الأخت، الابنة، الصديقة، الطبيبة، المعلمة، العالمة، الكاتبة، الشاعرة، الفنانة، الممرضة، المهندسة، يالله، انت كل هذا، كم انت عظيمة وكبيرة وكم نحن سعداء بك، عشنا معك، لعبنا، ضحكنا، بكينا، قهرنا، اخطأنا، لاسبيل للاعتذار الا من خلال قلبك الطيب.
في عيدك اليوم، تزدهر الامنيات، الاحلام، نحمل قلوبنا باقات ورد، نعتصر ارواحنا عطرا ننثره في عيدك البهي، مشاعرنا شموع نطوف بها تتلألأ في فضاء عيدك الاغر، نتمنى ان تظل متوهجة طول العمر، في عيدك اليوم ترقص الفراشات وتهدل الحمائم، تمطر الدنيا قبلات تمسح جبينك الندي ويديك المعروقتين باريج المحبة والحنان، كم نحن سعداء وانت في حياتنا، لانك كل الحياة .
سمير خليل