جلسة استذكارية للفنان رافع الناصري

وداد إبراهيم
على الرغم من غيابه قبل حوالي سبع سنوات، الا ان البصمات التي تركها رافع الناصري الفنان على خارطة الفن التشكيلي العراقي بنحو عام والجرافيك بنحو خاص، تفرض استذكاره بمناسبة او من دونها، ومن هنا، اقام المنتدى الثقافي الإبداعي في دائرة الفنون العامة جلسة تناولت جوانب في حياة الفقيد الراحل الناصري، ادارها الفنان والكاتب علي الدليمي.
الفنان قاسم العزاوي، احد ضيوف الجلسة تناول بعض من سيرة الناصري الفنية والمراحل الإبداعية التي أسهمت في تشكيلاته المتنوعة مثل الجرافيك الحفر على النحاس والخشب والسينوغراف والطباعة، قال: كان فنانا واقعيا تجسيديا إضافة الى ممارسته بعض الأساليب الانطباعية، وبعد ان ترسخت تجربته الانطباعية استطاع ان يستثمرها في خطوطه القوية والمتمكنة.
وتابع: “اكتشف الناصري أهمية استعمال ألوان الأكريليك بديلا عن الالوان الزيتية، إضافة الى انه أحد المساهمين الفاعلين في (جماعة البعد الواحد) مع الفنانين (شاكر حسن ال سعيد، ومحمد غني حكمت) وكان من المثابرين في (جماعة الرؤية الحديثة) مع الفنانين (محمد مهر الدين وإسماعيل فتاح الترك) وكان انتمى اليها في ستينيات القرن الماضي. وزاوج الناصري ما بين التشكيل، والحرف، والشعر، وبالتحديد اشعار المتنبي، وابن زيدون، ومحمود درويش، واشعار زوجته مي مظفر، بكتلة جمالية مهمة وكان إضافة نوعية الى التشكيل المعاصر.
الناقد د. جواد الزيدي قال بدوره: “الحديث عن الناصري يفتح باب الكثير من المسارات في التشكيل منها الرمزية، والفاعلية في التشكيل والهوية. له بصمة في التشكيل العراقي والعربي، فهو يعد من الحروفيين، الا انه يختلف عنهم كونه يعمل على أساس تكوين الحرف، كما يعطي اهمية كبيرة للنقطة، بكون البداية تبدأ بالنقطة. ادخل الشعر في تجربته الفنية بشكل روحي وصوفي، إضافة الى كونه يميل الى الألوان الهادئة التي توضع في مجال التفسير الصوفي والروحاني، إضافة الى ان ألوان البيئة الصحراوية في مدينته تكريت التي ولد فيها ظهرت في الكثير من اعماله.
اختتمت الجلسة بافتتاح معرض لعدد من اعماله في التخطيط والرسم والجرافيك من مقتنيات قسم المتحفية في دائرة الفنون العامة، وكانت انشأت زوجته مي مظفر جائزة سنوية لفناني الجرافيك تحمل اسم (جائزة رافع الناصري) ليبقى فنه واسمه خالدا في سفر الثقافة والتشكيل العراقي.
الفنان رافع الناصري واحد من أهم الفنانين العراقيين المعاصرين. درس في معهد الفنون الجميلة في بغداد 1956 ـ 1959 وفي الأكاديمية المركزية في بكين، وتخصص في الجرافيك / الحفر على الخشب. عام 1963، أقام أول معرض لأعماله في هونغ كونغ. وبعد عودته إلى بغداد، درّس في معهد الفنون الجميلة في بغداد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة