حمل في جعبته ثلاث رسائل مهمة
السليمانية ـ عباس كاريزي:
في ثاني زيارة له الى پیرمام ولقائه بزعيم الحزب الديمقراطي عقب التوتر الذي شهدته العلاقة بين الاتحاد والديمقراطي على خلفية التنافس حول منصب رئيس الجمهورية، زار رئيس الجمهورية برهم صالح رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لمناقشة التطورات الراهنة في البلاد وايصال رسائل مهمة من القوى والاحزاب السياسية.
صالح الذي وصل الى اربيل الخميس عقد اجتماعاً مختلفاً عن سابقه مع بارزاني تصدر خلاله ملف اقامة قواعد عسكرية جديدة للقوات الاميركية في الاقليم محور الحديث، برغم الاوضاع الاستثنائية في بغداد والداخلية للاتحاد الوطني، في مسعٍ منه لفرض نفسه كممثل للكرد في بغداد.
وذكر موقع پیسر پريس في تقرير تابعته الصباح الجديد، ان الكرد وبعد ارتفاع حدة التوتر بين ايران والولايات المتحدة يدرسون الخيارات المطروحة امامهم للبقاء على الحياد او مجارات احد الجبهتين في ظل الضغوطات التي تمارسها طهران على العراق وقواه السياسية، واصدار مجلس النواب قرارا بإخراج القوات الاجنبية من العراق، وهو ما يرفضه الكرد ويعدونه قرارا غير صائب.
واوضح الموقع، ان احد اهم الملفات التي ناقشها صالح مع بارزاني في پیرمام مسألة امتثال الكرد للسياسة الاميركية، ومدى قدرتهم على المماطلة وبقائهم على الحياد.
واشار الى، ان صالح حمل رسالة واضحة من القوى الشيعية الى بارزاني، الامر الذي دفع بصالح وبارزاني الى التباحث في كيفية ايجاد مخرج متوازن بين الخيارين.
واوضح، ان القوى السياسية التي صوتت لصالح قرار اخراج القوات الاميركية من العراق تريد معرفة سماح القيادة السياسية في اقليم كردستان باقامة قواعد اميركية في الاقليم من عدمه، وهو سؤال قد يصعب على الكرد الاجابة عليه في الوقت الراهن.
قرار مجلس النواب باخراج القوات الاميركية من العراق، الذي جاء على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في بغداد بقصف لطائرات اميركية، دفع بالولايات المتحدة وغيرها من دول التحالف الدولي لمحاربة داعش الى اعادة التفكير باقليم كردستان كخيار بديل، والموافقة على انشاء قاعدتين جديدتين لتدريب القوات الامنية في السليمانية وحلبجة.
تلك التطورات زادت حدة الشكوك لدى ايران وبعض القوى السياسية في العراق تجاه الكرد، على الرغم من ادراكهم بان الكرد لايمتلكون حق الفيتو او الاعتراض على استراتيجية قوات التحالف التي ترأسها الولايات المتحدة في العراق، وان الولايات المتحدة لن تنتظر موافقة الكرد في حال غيرت وجهتها باتجاه الاقليم، فضلاً عن ان الكرد يعدون بقاء القوات الاميركية في العراق ضمانا لبقاء التوازن بين مكونات البلاد، اضافة الى انه يمنع عودة داعش ويقي الاقليم من مخاطره الكبيرة.
واضاف موقع پیسر پريس في تقريره الى ان المعلومات التي حصل عليها تشير الى ان بارزاني ناقش مع صالح المخاوف الايرانية الشيعية، وتنامي شكوكهم تجاه الاقليم موقفه من الصراع الاميركي الايراني، الا ان بارزاني لم يرد على تلك المخاوف ولم يحمل صالح اية رسالة الى القوى الشيعية في العراق.
واوضح الموقع، ان صالح يسعى من خلال كسب ود بارزاني لضمان تأييد الحزب الديمقراطي لتوليه منصب رئيس او سكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يناقش مجلسه القيادي العام الان استكمال وصياغة مواد النظام، الذي سيحدد شكل وهيكل القيادة وصلاحيات وسلطات الرئيس وعدد نوابه.
على صعيد متصل يراقب الكرد الخطوات التي يقوم بها رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي لتشكيل حكومة جديدة، اذ ان رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني على تواصل مستمر مع رئيس الجمهورية برهم صالح ليتوصل مع علاوي الى تفاهم تضمن حصة الكرد من الحكومة المقبلة، الذي يطالب الحزب الديمقراطي بحصة الاسد من حصة الكرد فيها.
واضاف الموقع ان صالح حمل في زيارته الى الاقليم ثلاث رسائل من علاوي والقوى والاطراف الشيعية، تتمحور الاولى حول وحدة الاراضي العراقية والثانية الالتزام بالاتفاقيات السياسية وما يخص المناطق المتنازع عليها، والمحور الثالث تمثل بمشاركة الكرد في الحكومة العراقية الجديدة وعدم فرض الشروط والاملاءات على الحكومة، وعدم ترشيح اشخاص كانوا يشغلون مناصب عليا في الحكومات السابقة.
ولفت الى ان الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني اشترط بقاء وزير المالية الحالي فؤاد حسين في الحكومة المقبلة، الامر الذي ولد استياء لدى رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي الذي يرفض بقاء اي من الوزراء السابقين في الحكومة الجديدة.
وكان المبعوث الأميركي الخاص في التحالف الدولي ضد داعش، جيمس جيفري، قد اكد أن كردستان منطقة آمنة لعمل القوات الأميركية في العراق وسوريا، مشيراً إلى أن «حكومة إقليم كردستان ساعدة التحالف الدولي والقوات الاميركية في العديد من الجوانب».
وقال جيفري في مؤتمر صحفي رداً على سؤال لمراسل شبكة رووداو الإعلامية، نامو عبدالله حول دور كردستان في المنطقة الآمنة بسوريا ومخاطر عودة داعش إلى العراق إن «خطر عودة ظهور داعش معضلة كبيرة للغاية، ولقد أكدنا ذلك منذ بداية دحر خلافة داعش».
وأضاف، جيفري إلى أنه «بالتأكيد كردستان منطقة آمنة لنا في العراق لنعمل فيه، حيث أن الخروقات التي كانت في العراق لم تحدث في كردستان إلا قليلاً جداً، حتى غادرتها قواتنا في 2011».
وأشار جيفري إلى أنه على الرغم من أن قوات بلاده أكثر أمناً في هذا الجزء من العراق لكنها ليس في مأمن تام، مذكراً بتوجيه «إيران عدة صواريخ باتجاه مطار أربيل الدولي خلال عمليتها الانتقامية ضدنا، لذا فإن قواتنا ليست بأمان كامل هنالك».